قامت مدونة أدب الطفل العالمي World Kid Lit بتنظيم ندوة بالإنجليزية على صفحتها على الفيسبوك بعنوان: الأدب العربي والقراء الصغار؛ وذلك يوم الأربعاء الموافق 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 ضمن سلسلة الندوات عن ترجمة أدب الطفل وأدب الطفل العالمي. وضمت الندوة نخبة من رائدات أدب الطفل العربي: تغريد النجار من الأردن، وفاطمة شرف الدين من لبنان، وهديل غنيم من مصر، بالإضافة إلى الباحثة سوزان أبو غيدا من لبنان. وأدارت اللقاء المحررة والمترجمة مارشيا لينكس كويلي من مؤسسي مدونة أدب الطفل العالمي ومحررة دورية الأدب العربي ومدونة أدب الطفل العربي الآن بالإنجليزية. وقام فريق حادي بادي بحضور الندوة ونقدم لكم في هذا المقال أبرز النقاط التي تم عرضها ومناقشتها والمزيد.
بدأت الندوة بتقديم المتحدثات لأنفسهن حسب الترتيب الأبجدي للقب العائلة باللغة الانجليزية.
وعليه بدأت سوزان أبو غيدا بتعريف نفسها وهي باحثة من لبنان حاصلة على الدكتوراه من جامعة جلاسكو باسكتلندا في أدب الطفل واليافعين ولديها خبرة واسعة في المجال. تحدثت سوزان عن عملها مع المجلس العالمي لكتب الناشئة، ومع منظمي الجوائز الإقليمية، ومع البرنامج الإقليمي لأدب الأطفال. كما أسست سوزان مدونة مرسال. تهتم سوزان بالقراءة مع الصغار خاصة اليافعين والاستماع إلى آرائهم وكيفية تمثيلهم في الكتب الموجهة إليهم. وفي بحثها لرسالة الدكتوراه، قامت سوزان باختيار سبعة كتب يافعين للقراءة والتحليل مع طلاب الثانوي في لبنان.
ثم عرفت الكاتبة المصرية هديل غنيم نفسها. كتبت وترجمت هديل العديد من الكتب والمقالات للصغار والكبار وعملت كمحرر مساعد في مجلة وجهات نظر الأدبية قبل عملها بقسم الأطفال بدار الشروق وترجمتها وتعريبها للعديد من قصص الأطفال العالمية بالإضافة إلى الكتابة. وتستمتع هديل بتبسيط المعلومات للأطفال في صورة قصصية بالإضافة إلى الكتابة عن الشخصيات المؤثرة للأطفال مثل كتبها عن الأديب نجيب محفوظ والعالم أحمد زويل. وللتراث مكانة خاصة عند هديل ولديها شغف بتجميع حواديت التراث الشفهي. فاز كتاب هديل ليالي شهرزيزي….حكاية داخل حكاية من إصدار دار البلسم بجائزة اتصالات لأفضل كتاب للطفل لعام 2020. ولقد راجع فريق حادي بادي عدة كتب لهديل تجدونها على موقعنا هنا.
وتحدثت رائدة أدب الطفل بالأردن تغريد النجار عن بداياتها في الكتابة للأطفال وكيف أن المجال كان محدودا للغاية في الأردن مع أول كتاب لها عام 1978 وكيف انها تعلمت كل شيء عن دورة نشر الكتاب من خلال هذه التجربة. بعدها نشرت مع دار الفتى العربي ومع المؤسسة العربية للدراسات والنشر لتبدأ رحلتها الشيقة في كتابة قصص للأطفال أثرت بها مكتبة الطفل العربي على مدى سنوات. عملت تغريد في التعليم لعدة سنوات كما عملت في مركز ثقافي مسؤولة عن قسم النشر إلى أن أسست دار السلوى للدراسات والنشر عام 1996. كتبت تغريد كل أنواع الكتب للأطفال واليافعين ولقد حصدت كتبها الكثير من الجوائز بالإضافة إلى ترجمتها إلى عدة لغات. ولقد راجع فريق حادي بادي عدة كتب من تأليف تغريد النجار تجدونها على موقعنا هنا.
وأخيرا ذكرت الكاتبة اللبنانية فاطمة شرف الدين كيف أن عملها في البداية في التدريس ودراساتها للأدب العربي والعيش بالخارج والبحث عن كتب أطفال عربية ملائمة لأطفالها أدت إلى اختيارها الكتابة والترجمة والتحرير للأطفال واليافعين كمهنتها الرئيسية منذ 2001. وتستمتع فاطمة أيضا بالتدريب على الكتابة الإبداعية للكبار والصغار وتعمل حاليا على إعداد برنامج تدريبي أونلاين عن أدب الطفل واليافعين. كتبت فاطمة مئات الكتب للأطفال وتميزت كتبها لليافعين بعرض قضايا واقعية وحساسة مثل روايتها كابوتشينو التي حازت على جائزة اتصالات لكتاب العام لليافعين لعام 2017. حصدت كتب فاطمة أيضا العديد من الجوائز بالإضافة إلى ترجمتها إلى عدة لغات.
كل من تغريد النجار وفاطمة شرف الدين من ضمن المرشحين لجائزة استريد ليندجرين التذكارية لهذا العام ؛ وهي من أكبر الجوائز العالمية في أدب الطفل واليافعين تخليدا لذكرى كاتبة الأطفال السويدية الشهيرة.
وطرحت الباحثة ياسمين مطاوع على المتحدثات سؤالا شيقا: إذا لم يكن هناك أي حدود، ما الذي سوف تكتبون عنه؟ وما الذي سوف تقومون به إذا كانت لديكم منحة مالية لا حدود لها ؟ كما طرح جمهور الندوة أسئلة مختلفة حول مستوى اللغة العربية المستخدم في الكتابة وما الذي يبحث عنه العالم الغربي عند ترجمة الأعمال العربية للأطفال واليافعين.
وأشارت فاطمة إلى ثراء اللغة العربية وكيف أنها لغة مرنة تسمح بالتعبير ما بين مستويات الفصحى والعامية المتدرجة والتي يمكن تشكيلها واستخدامها لصالح النص والفئة العمرية المستهدفة. ففي كتبها لليافعين تلجأ إلى استخدام المفردات المعاصرة واللهجة الدارجة لتجعل النص أكثر واقعية وقربا من القراء. وأضافت تغريد أنها طوعت اللغة عندما جمعت أهازيج الطفولة المبكرة من مختلف البلدان العربية، كما أشارت إلى تجربة ريهام شندي في نشر حواديت عالمية بالمصرية. وعلقت أميرة أبو المجد من دار الشروق بأن المبيعات كانت مماثلة بالنسبة لطبعة العامية المصرية والطبعة بالعربية الفصحى من كتاب رانية حسين أمين لليافعين برة الدايرة الذي نشرته الدار في 2018. إذا هناك سوقا لكل أنواع الكتب !
وأضافت هديل بعد الندوة في التعليقات أن هناك أمثلة لاستخدام المستوى المبسط للعربية خلال السبعينات والثمانينات في سلاسل محمود سالم (المغامرون الخمسة والشياطين ال13) وفي التسعينات مع أحمد خالد توفيق (ما وراء الطبيعة) التي كانت لديها شعبية كبيرة داخل مصر وخارجها.
وأوضحت سوزان إلى أن هناك رقابة ذاتية يضعها كتاب الأطفال واليافعين سواء عند اختيار اللغة أو عند التطرق إلى الموضوعات الحساسة خوفا من عدم وصول كتبهم إلى جمهورهم الأساسي – طلاب المدارس؛ نظرا لرقابة الأهل والمدرسين الذين يفضلون الحفاظ على اللغة الفصحى والقيم الاجتماعية. هناك قضايا كثيرة سياسية واجتماعية ودينية وجندرية يخشى أدب اليافعين العربي من تناولها أو يتناولها بصورة سطحية وهناك أيضا قصص الحب في سن المراهقة التي لا يتم تناولها بصورة واقعية إلا نادرا.
أجمع الحضور على الحاجة إلى المزيد من الموارد للتشبيك وبناء القدرات خاصة للكتاب والرسامين الواعدين بالعالم العربي وبرامج الدعم والتوجيه من الجيل الأكبر ذي الخبرة بالإضافة إلى الحاجة إلى المزيد من المنصات والكيانات التي تعمل على دعم القطاع وتبادل الخبرات وتعزيز التواصل بين صناع الكتب والجمهور من أهل ومدرسين وأمناء المكتبات والقراء الصغار أنفسهم خاصة في البلدان التي تفتقر إلى ذلك.
وإشارة إلى الحاجة إلى زيادة الوعي بأدب الطفل واليافعين العربي ووجود منصات متخصصة، مبادرتنا حادي بادي التي تأسست في 2019 تهدف إلى رفع الوعي بأدب وثقافة الطفل والتشجيع على القراءة والمطالعة والتعلم الإبداعي بالعربي من خلال أنشطة تفاعلية وبرامج متعددة بالإضافة إلى تقديم مراجعات موضوعية لكتب الأطفال واليافعين بصورة دورية. هناك أيضا العديد من المواقع والمبادرات المتخصصة قمنا بتجميعها هنا. هذا وبالإضافة إلى الفروع المحلية للمجلس الدولي لكتب الناشئة IBBY في بعض البلدان العربية منها النشط ومنها الذي يحتاج إلى تفعيل.
وأخيرا بالنسبة للترجمة، عادة ما يهتم العالم الغربي بالكتب التي تتناول تاريخ وثقافة العالم العربي؛ ومن أحدث كتب اليافعين العربية المترجمة إلى الإنجليزية هو كتاب رحلات عجيبة في بلاد غريبة للمؤلفة الفلسطينية سونيا نمر ومن إصدار مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي وترجمة مارشيا لينكس كويلي (ميسرة الندوة)، ولقد قامت مدونة أدب الطفل العالمي مؤخرا بنشر حوار مع المؤلفة والمترجمة هنا.
نتطلع إلى استمرار الحوار الثري بين الأطراف المعنية من أجل تعزيز أدب الأطفال واليافعين بالعربي داخل وخارج المنطقة.
لمشاهدة تسجيل الندوة، اضغط هنا.
أحبائي…
أبنائي وبناتي
أدب الأطفال لمن يعي هو أهم وأخطر الأجناس الأدبية
هو أدب بناء لتنشئة الطفل على حب العلم والتعلم وتحديد الهوية
ومن يتصدى لكتابة هذا الجنس الأدبي لابد أن يكون على قدر المسئولية
لكن مع كامل الأسف رأينا من فشلوا في الكتابة للكبار يهرولون في اتجاه الكتابة للأطفال بكل سذاجة وسطحية
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه…واحترام البعض للبعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
نشر هذه الثقافة بين كافة البشر هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
جمال بركات….رئيس مركز ثقافة الألفية اغلثالثة
إعجابإعجاب