تجيب الكاتبتان باميلا بول و ماريا روسو من النيويورك تايمز على السؤال المتكرر في كتابهما “كيف ننمي قارئًا؟” أو How to raise a reader? . باميلا بول هي المحررة المسؤولة عن مراجعة الكتب ومضيفة البودكاست الأسبوعي “Book Review” و ماريا روسو هي محررة كتب الأطفال في الصحيفة المشهورة .
تُحَدِثنا الكاتبتان عن بعض الأفكار الشائعة المتعلقة بالقراءة في لقاء بمكتبة مدينة كانساس العامة:
- أهم طريقة لجعل ابنك قارئًا، هي أن تقرأ له بصوت مرتفع
توضح الكاتبتان أنه رغم أهمية هذه الطريقة، إلا أن وجود الكثير من الكتب بأنواع مختلفة في المنزل يحفز الأطفال على القراءة بنفس الدرجة من الأهمية.
- كلما بدأ الطفل في القراءة المستقلة مبكرًا ، كلما أصبح قارئًا أفضل
تصحح الكاتبتان المعلومة بأن الأطفال يبدأون في القراءة المستقلة في أعمار مختلفة وأن متوسط السن لذلك هو ما بين أربع وثمان سنوات. وأن الأهم من أن يبدأ الأطفال القراءة مبكرا، هو التأكيد على جو من البهجة والسرور والتسلية حول القراءة.
- قراءة نفس الكتاب مرات عديدة يعني أن الطفل لن يتقدم
الحقيقة أن إعادة قراءة الكتاب له فوائد عديدة. للسن الصغير، يساعدهم ذلك على حفظ شكل الكلمات مما يحفز على القراءة و مع التكرار يحفظ الأطفال النص فمن الممكن أن يبدأوا بتقليب الكتاب وحكيه لأنفسهم. أما للسن الأكبر فإن إعادة قراءة الكتاب، يجعلهم ينتبهون لتفاصيل لم يلتفتوا إليها في المرة الأولى. وبعض المراهقين يعيدون القراءة كنوع من الراحة، أحيانا يعتبر هذا كأنهم يزورون أصدقاءهم الذين أحبوهم وتعلقوا بهم وعوالمهم. وبدلا من حرمانهم من هذه الرفاهية، علينا أن نتسائل عن السبب الذي يجعلهم يعيدون قراءة الكتب.
- ينبغي على الأهل أن يبدأوا بتعليم أبناءهم القراءة من سن الحضانة ويساعدوهم في التقدم عام بعد عام
الأهم من هذا أن نتذكر أن المدرسة هي المكان الذي يتعلم فيه الأطفال القراءة أما البيت فهو المكان الذي يتعلم فيه الأطفال حب القراءة. وأن الأمر قد يبدو متناقضا لكن الحقيقة أن الأطفال الذين يقرأون للمتعة يكون أداؤهم أفضل في المدرسة.
- لا أستطيع أن أنتظر حتى أشاركهم كتابي المفضل
خصت الكاتبتان بالذكر هاري بوتر كالكتاب الذي يريد معظم الآباء مشاركته مع أبناءهم. و أشارت الكاتبتان أن علينا الإنتظار دائما حتى يصل الأطفال إلى السن المناسب لقراءة الكتاب أو استيعابه وعلينا أن نتفهم إذا لم ينجذب الأطفال إلى كتبنا المفضلة . وتنصحان بأن نتبع الطفل فيما يفضل قراءته وبأن القراءة في حد ذاتها مكافأة وأننا لا يجب أن نكافئ القراءة.
- ما أن يبدأ الأطفال في القراءة المستقلة فعلينا أن نبتعد عن الكتب المصورة
الحقيقة أن الكتب المصورة التي كتبت حتى يقرأها الكبار للصغار غنية بمفردات لغوية ، مما يساعد على زيادة الحصيلة اللغوية للأطفال. عندما يتابع الأطفال الصور الملحقة بالنص فهم يتعلمون كيفية السرد وتطور وتسلسل الأحداث. وعلينا ألا ننسى أن الكثير من الأطفال خصوصا الذكور قراء مرئيون وحرمانهم من هذا النوع من القراءة، فنحن نمنعهم من أن يكونوا قارئين. أوضح تصوير المخ بالرنين المغناطيسي أن قراءة الكتب المصورة يحفز فصين المخ في نفس الوقت؛ لذلك لا يجب أن نقلل من شأن أي كتب يقرأها الأبناء .
وبعد مناقشة الأفكار الشائعة، تركز الكاتبتان على بعض الرسائل الأساسية:
“القراءة يجب أن تكون ممتعة”
عبر عن سعادتك باختيارات الاطفال لكتبهم واهتماماتهم المختلفة والفضول الذي يدفعهم للقراءة. لا تتحدث عن مستواه في القراءة ولا تحكم على اختياراته أو مدى صعوبتها مقارنة بسنه.
“الجميع يتعلم القراءة”
ثق بالمعلمين لتعليم طفلك القراءة وأعط طفلك المجال للخطأ والتقدم على حسب سرعته. وأخيرا لا تخف أن تخطئ أنت أيضا أثناء القراءة.
“خلق مناخ عائلي حول القراءة”
تقبل أن هناك أنواع كثيرة للكتب وتذكر أن كل طفل قارئ مختلف، فتجنب مقارنة الأطفال بعضهم ببعض. تحدث عن الكتب معهم واقرأ أمامهم وشاهد معهم الأفلام المقتبسة عن كتب.
“احترم الكتب”
قدم الكتب كهدية وعبر عن سعادتك عند تلقي الكتب. تحدث عن صناعة الكتب مع الأطفال. استخدم مؤشر الكتب بدلًا من طي الصفحات، وأخيرا تبرع بالكتب بدلًا من التخلص منها بلا هدف.
“دع طفلك يتولى المسؤولية”
أعط للأطفال حرية ترتيب مكتبتهم الخاصة واختيار الكتب التي يرغبون في قراءتها. ذكرهم بأن يأخذوا كتب معهم في الرحلات. اترك لطفلك المجال في إعادة قراءة الكتاب مرات عديدة. أطلق لطفلك العنان في المكتبات العامة ومحلات بيع الكتب ومعارض الكتاب في المدرسة أو غيرها.
وفي النهاية تأتي أهم رسالة في الكتاب: أنه يتعين عليك أن تكون قارئًا حتى يصبح ابنك قارئًا مثلك!
شاهد اللقاء مع باميلا بول و ماريا روسو كاملا:
المزيد من الموارد بالإنجليزية على موقع الكتاب :
[…] كيف ننمي قارئا ؟ […]
إعجابإعجاب