“لم تدونين الحكايات يا أرشيفيا؟” 

تحكي لنا الفتاة عن رحلة تحولها لأرشيفيا بعد أن تم خطف اسمها وكيف تقوم بتدوين كل الحكايات التي تستمع إليها في المخيم البعيد عن بلادها خوفا من أن تنساها، فتنسى من تكون ومن أين أتت وما قصتها وقصة أجدادها.

ما قصة السيدة العجوز وصندوقها؟ و ما هي الدعسورات؟ ومن هو سندل صديقها؟

نسجت الكاتبة اللبنانية المكسيكية أمل ناصر على لسان طفلة صغيرة في المخيمات قصة يتقاطع فيها الخيال بالواقع كما يحدث دائما في عقول الصغار؛ فنرى سندل المخلوق الخيالي الذي يلازمها في كل مغامراتها و يوقعها في المشاكل. ونتعرف على الدعسورات التي تنهب الأراضي والممتلكات.  وما زاد من سحر الكتاب رسوم الفنانة السورية لينا نداف التي استخدمت أسلوب الكولاج مع الرسم لتنقلنا في كل صفحة من صفحات الكتاب إلى أماكن مختلفة؛ فتارة نجد أنفسنا نرى بعيون البطلة وتارة أخرى نجد أنفسنا في قرى وسط الحقول ثم نعود لواقع الحياة وسط مخيمات اللاجئين. 

الإخراج العام للكتاب أعطانا الشعور بأننا وجدنا صندوقا قديما يدعونا لفتحه والجلوس به على الأرض لتنبعث منه الذكريات وتتلاحق دون ترتيب من بين الأوراق والصور القديمة.

• 

• 

الكتاب من وجهة نظر طفلة لاجئة ويتناول أهمية حفظ الذاكرة بكل ما تحمله وننصح به لفتح باب النقاش حول قضية اللاجئين مع الصغار في يوم اللاجئ العالمي الذي يوافق 20 حزيران/يونيو من كل عام. يأتي هذا اليوم تكريماً للاجئين في كل أنحاء العالم ويذكرنا بما يواجهه اللاجئ في حياته اليومية بعد أن اضطر أن يترك وطنه لأوضاع اضطهادية أو صراعية. و شعار هذا العام “معاً نتعافى ونتعلم و نتألق” لنتذكر محنة اللاجئين وشجاعتهم وصمودهم بهدف خلق وعي أكبر بهم والتعاطف معهم والاستماع إلى احتياجاتهم المختلفة والمتغيرة.

ندعوكم اليوم إلى التحدث مع الأطفال حولكم عن اللاجئين وكيفية دعمهم و أهمية التفكير والشعور بالآخر واحترامه. كما نتمنى إدراج مثل هذه الكتب في مكتبات المدارس وتفعيلها بصور متعددة لخلق مجتمع أرحم و أكثر تفهما للآخر.  

الكتاب من إصدار دار رمانة و مكتبة حكاية قمر عام 2020 مناسب لسن 9-12 سنة.
الكتاب متوفر من مكتبة حكاية قمر و بمكتبة البلسم بمصر.