المقال الأصلي بالإنجليزية بقلم حسن خان في العدد الـ19 من مجلة “بدون” لعام 2010
الترجمة العربية: رنا أمين، كلية الفنون الجميلة، جامعة الإسكندرية بتكليف من د.حسن فداوي مؤسس مجموعة ACTE للمحترفين والطلاب في السينما والمسرح ومجالات الفنون البصرية والتصميم وتقوم حادي بادي بإعادة نشرها.
في عام 1974، أُنشأت دار الفتى العربي كأول دار نشر متخصصة لأدب الطفل العربي. وعلى مدى عقد كامل ، أنتجت دار الفتى العربي – التي عمل بها فنانون ومصممون وكتاب كرسوا جهودهم لجذب الانتباه إلى القضية الفلسطينية – بعض كتب الأطفال المثيرة بصرياً والأكثر تقدمية في المنطقة. قامت مجلة “بدون” الثقافية بإجراء هذا اللقاء مع الفنان محيي الدين اللباد ، أحد مؤسسي دار النشر ومديرها الفني الأول والأكثر تأثيرا، ونوال طرابلسي، وهي خبيرة رائدة في أدب الأطفال وعادات القراءة، التي بدأت كهاوية اختارها اللباد لتعمل معه فى صناعة كتب الأطفال.

محي الدين اللباد: أتذكر الخطوات الأولى التي خطوتها داخل مكاتب دار الفتى العربي. لاحظتُ على الفور مدى فخامة المكتب – سجاد من الحائط إلى الحائط ، صف طويل من الهواتف ، قهوة طازجة وعصير برتقال-. فقد جئت إلى بيروت بافتراض أن الظروف ستكون صعبة للغاية. ففي مصر دائماً لدينا هذه التخيلات أن كل الأشياء المتعلقة بفلسطين تلقائياً تعني المعاناة. تخيلت أنني سأنام على سرير حديدي مع ستة أشخاص آخرين في نفس الغرفة. ولكني كنت على استعداد تام لمعاناة كبيرة من أجل القضية. فقد قمت للتو بقضاء فترة طويلة في باريس، استثمرت فيها كل مدخراتي، لكي آتي إلى بيروت وأعمل مع دار نشر جديدة، مرتبطة بالقضية الفلسطينية.
كان لقائي الأول مع نبيل شعث مدير مركز التخطيط الفلسطيني والمسؤول أيضا عن دار النشر. كما كان عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح ؛ وتولى مناصب مختلفة في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية لاحقاً. في مكتب شعث، لاحظت على الفور كومة من الأوراق في زاوية مكتبه. وردا على نظرتي الاستفزازية ، قال لي إنها مادة وافق على نشرها ، وشرع في طرح سؤال على أحد مساعديه عن سبب عدم إرسالها إلى المطبعة حتى الآن. وأفاد موظف آخر بأن من الضروري أولاً اعداد التصميمات الخاصة بالنصوص. وبالطبع ، لم يكن هناك مصمم. وهكذا بدأت رحلتي في دار الفتى.
نوال طرابلسي: لقد كانت دار الفتى العربي هو البرنامج الثقافي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية. رغم ذلك، لم يكن هناك له أي توجيه سياسي مباشر. حيث كانت دار الفتى العربي، دار إبداعية وتقدمية للغاية، وإن كان هناك بطبيعة الحال حماساً أكيداً و حقيقيا للثورة الفلسطينية. لكن التمويل جاء عن طريق منظمة التحرير الفلسطينية.
محي الدين اللباد: في الواقع، هذا ليس صحيحاً. جاء التمويل عن طريق مجموعة من رجال الأعمال. ففي ذلك الوقت، كان من الشائع إطلاق مشاريع من هذا القبيل بتبرعات خاصة. فتم تأسيس الدار من قبل أبو عمار – ياسر عرفات – بعد سبتمبر الأسود وطرد الفلسطينيين إلى لبنان. فقد تبرع طبيب مصري، سجنه ناصر في الخمسينيات، وهو من الماركسيين ، بمبلغ من المال لحركة “فتح” باقتراح استخدامه لتمويل شيء من شأنه أن يعمل على استمرار الثورة، شئ قادر على آخذ طريق ترسيخ مبادئ الثورة على المدى الطويل، إذا لزم الأمر. وجرى في الوقت نفسه إعداد صياغة توثيقية لتعليم الأطفال، وبالتالي بدأت فكرة إنشاء دار نشر موجهة نحو إعداد كتب للأطفال العرب في كسب التأييد.
نوال طرابلسي: كنت في العشرين من عمري، وكنت أدرس الفلسفة في الجامعة الفرنسية في بيروت، وأمارس الرسم إلى جانب ذلك كهواية. كان لدي بعض الأعمال في معرض في أحد مراكز الثقافة في المدينة، وكنت محظوظة جدا أن اللباد قد رآه. على الرغم من أنهم أبلغوه أنني مجرد طالبة، أصر على مقابلتي على أي حال. وسأل إذا كنت مهتمة بعمل رسوم لكتب الاطفال، و بصراحة في ذلك الوقت لم أكن قد قمت بتنفيذ أي رسوم للأطفال من قبل. والأكثر من ذلك ، قال أن دار النشر يجب أن تكون في المقام الأول عن الأطفال الفلسطينيين ومن أجلهم ، وفي ذلك الوقت لم أكن على علاقة بفلسطين أو بالفلسطينيين. لكن اللباد أخبرني ألا أقلق، و انه سيرشدني خلال العملية. أطلقنا عليه فى المكتب اسم “السيد ميليمتر” بسبب دقته المتناهية في العمل.
محي الدين اللباد: عندما بَدأتُ ، لم يكن هناك طريق واضح نمشي عليه. فلم تكن هناك خطة للتسويق أو للتوزيع. قررت إذا كنت أريد لدار النشر أن تبقى على قيد الحياة ، يجب أن أضع خطة واضحة للسنة الأولى. وسرعان ما أصبح واضحاً أننا بحاجة إلى أولاً إنشاء عدة سلاسل متميزة لمختلف الأعمار، في أشكال مختلفة. فجعلتُ هدفنا الرسمي نشر سبعة وستين كتاباً بنهاية السنة الأولى. كان عدداً كبير ولكنه كان ضروري. ثانياً كنا بحاجة إلى أن يكون لدينا كتالوج خلفي واسع ومتنوع لدار النشر لتثبيت نفسها، وثالثاً كنا بحاجة إلى إيجاد منافذ بيع بالتجزئة على استعداد لحمل كتبنا في العالم العربي. وصلت إلى الدار في مايو 1974 ، وكان الهدف سبعة وستين كتاباً بحلول ديسمبر. لم يكن هدفاً منطقياً ولكن بطريقة ما و بأعجوبة، حققنا هدفنا.

نوال طرابلسي: نعم ، تمكنتم في دار الفتى من نشر أعمال أصلية، فى وقت كانت دور النشر القليلة الموجودة للأطفال مشغولة بترجمة الكتب المنشورة بالفعل ونسخ صورها. والأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أنكم نشرتم نصوصا حديثة عن أطفال ذلك العصر، أطفال الستينات والسبعينات. وعلاوة على ذلك ، كانت دار الفتى العربي، دار نشر عربية تضم مؤلفين ورسامين من كل بلد عربي، وهي ممارسة جديدة وتقدمية تماماً. فلم تكن دار نشر تعكس فقط أذواق ماليكيها، كما هو شائع الآن، وفي نفس الوقت لم تكن ملكاً لأي بلد. ولأنها كانت مكرسة للقضية الفلسطينية، التي كانت في ذلك الوقت قضية العديد من العرب، فقد كانت حقا مسعى عربياً. وأعطت اهتماما للأطفال العرب. كتابةً و نشراً.
محي الدين اللباد: وبعد السنة الأولى أجرينا تقييماً داخلياً أشار إلى الفشل الذريع في نظامنا الإداري ونظام التوزيع. ما اقترحته كعلاج هو أن نصغر حجم العملية الإنتاجية، و نركز فقط على إنتاج المحتوى. لم يكن نبيل شعث سعيد اطلاقاً باقتراحي ، حيث أرادنا أن نكون كياناً كبيرا، كمؤسسة أخبار اليوم، عملاق الصحف المصرية، ذو البناء الضخم المكون من تسعة طوابق. أو كإحدى الشركات الكبيرة التى تنتج بث الفيديو. فقلت له “نحن لا يمكننا إنتاج كتاب بسيط من ستة عشر صفحة للأطفال وتوزيعه بشكل صحيح”. حاول إقناعي بالبقاء، لكنني قررت الرحيل إلى مصر بعد السنة الثانية. وبعد اندلاع الحرب الأهلية. وكان اثنان من العمال بالمكتب قتلا بالفعل في الحرب. لكنني واصلت العمل مع دار الفتى من خلال مشروع بدأته في القاهرة ، وهو ورشة العمل العربية لكتب الأطفال. و قمنا بإنتاج عدة كتب معاً.
نوال طرابلسي: بعد رحيل اللباد، لم يتصل بي أحد من (دار الفتى) مجددًا. كان ذلك مختصرا ولكن مؤثرا بالنسبة لي على مدار سنتين. وظهرت مدى أهمية محيي الدين اللباد للمشروع. فقد كان ينتقي الفنانين الذين يعملون معه ، ويرفض أن يفرض عليه أى فنانين فقط لأنهم فلسطينيون ،أو لديهم معتقدات سياسية معينة. أتذكر أنني كنت مندهشة عندما وجدت أنني كنت أتقاضى نفس الأجر الذي يتقاضاه الرسامون الآخرون، على الرغم من أنني لم أكن أعتبر نفسي محترفة مثلهم. و لكن أخبرني (اللباد) أنّه يدفع ثمن العمل، وليس الاسم المكتوب على العمل. لقد كانت طريقة جديدة، مهنية وعادلة للتعامل، وكنت فخورة بالعمل في مؤسسة تعمل بموجب هذه القواعد. أعطى اللباد دار الفتى طابعاً عربياً حيث حرص على أن لا يصبح مجرد أداة أخرى للدعاية. فبحث عن كتاب وفنانين من السودان، والمغرب، واليمن، وكل مكان في العالم العربي.
محى الدين اللباد: و لضمان استقلاليتي، و لمنع الإدارة من التدخل المفرط فى عملي، تعمدت انجاز عملي بعيداً عن مكاتبهم حتى أبقي العملية بأكملها تحت سيطرتي و أوافيهم بالنتائج النهائية. في هذا الوقت، جاء حجازي، و عدلي رزق الله ، ومحمود فهمي جميعهم من القاهرة و أقاموا في منزلي – أربعة أسرّة متجاورة — عشنا وعملنا معاً. عملنا بجد بحيث لم يكن لدينا فرصة لتجربة بيروت التي تسمعون عنها من المتع الليلية والطعام الجيد. فعندما ذهبنا نحن المصريين إلى بيروت في السبعينات، قمنا بتأثير أكبر من المتعارف عليه عادةً.
أحد الأشياء التي أتذكرها جيداً، كان استخدام كتالوج دار النشر كفرصة لنشر بيان بصري متنوع. جمعت رسوم مختلفة لإنتاج غلاف للكتالوج الذي يمثل نوع المادة البصرية التي كنا مهتمين بها فى ذلك الوقت. تخلصنا من رسومات (ميكي ماوس) و (توم) و(جيري). وكانت الفكرة تتمثل في تقديم جماليات جديدة وفي الوقت نفسه قوية بصريا وكاملة من الناحية الفنية. محتوى بصري محلي يرفض الطبيعة العاطفية والبرجوازية لشكل الرسوم السائدة في ذلك الوقت. ما أردناه هو شكل الفئران، والكلاب التي تبدو مثل تلك التي ترونها تسير في الشارع ، ورسوم لقطط تدخن السجائر. كان هذا ما كنت أبحث عنه، رسوم أصلية ليست فقط مجموعة رسوم منساقة خلف هدف خلق صور فحسب. ما هو معترف به عادةً.
نوال طرابلسي: وأتذكر خلال الحرب الأهلية انعقد اجتماعاً شاركت فيه أنا ومحيي الدين حيث أعرب بعض الزملاء عن رأي مفاده أنه بدلا من رسم القتل والجثث المرتبطة بالحرب، ينبغي لنا أن نستمد أشياء متفائلة ومفعمة بالأمل. كنت أنتقد هذا الرأي تماماً، كنت أعتقد أننا يجب أن نرسم ما يدور حولنا، ذلك الواقع الرهيب الذي كنا نعيشه. بحلول هذا الوقت كنت قد انغمست و تأثرت بالقضية الفلسطينية، واتفقت مع محيي الدين على أن الفن ينبغي أن يتجاوز الواقع حتى يتسنى للجمهور تسجيل الواقع نفسه. تميزت هذه الفترة كلها بأفكار ثورية في كل مكان.
محي الدين اللباد: ولا يزال ارتباط دار الفتى العربي بمنظمة سياسية يعني وجود مواقف غريبة في بعض الأحيان. حيث كان يظهر فجأة بين الحين و الآخر مجموعة أشخاص لم آراهم من قبل، يراقبوننا بينما كنا نؤدي عملنا. وفي مثل هذه الحالات كنت أحاول التزام التهذيب و الحزم. و بعد تبادل التحيات المتعارف عليها كنت أكتشف من هم، و عادة ما يكونوا من مركز التخطيط الفلسطيني، قائمين على نوع من أنواع التحقيق لمعرفة ما كنا ننوي فعله فى الدار بالضبط.
في عام 1975، دفعت الإمارات ثمن الحملة الإعلامية التي رافقت خطاب أبو عمار التاريخي إلى الأمم المتحدة ، وفجأة أصبح هنالك تمويل لنا للقيام بشيء ثقافي لمرافقة رحلته. وقد اتخذ القرار بترجمة عدد قليل من كتبنا إلى لغات مختلفة لإظهار نوع الكتب التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون. على الرغم من أن مجرد وجود دار نشر للأطفال العرب هو انجاز في حد ذاته، ولكن لحسن الحظ أن الكتب المختارة كانت ذات مستوى رفيع من الناحية الجمالية، وليست مجرد دعاية. ولكن المشكلة في الإدارة كانت أنهم لا يستطيعون دائماً التفريق بين الدعاية والفنون. كانت جهودنا دائماً مرتبطة بالدعاية، لذا فإننا لم نتمكن أبداً من تحقيق امكانياتنا
الحقيقية.

نوال طرابلسي: قمت انا وفنان زميل بتصميم بطاقة بريدية للذكرى العاشرة للثورة الفلسطينية. ونشرت الصورة أيضا في صحيفة النوار ، ولكنها نسبت إلى فتاة فلسطينية عمرها 12 عاما تدعى نوال عبود ، و التي لم تكن موجودة من الأساس. على الرغم من أنني شعرت أن الفتاة الفلسطينية موجودة سراً بداخلي ، وعلى الرغم من أنني كنت سعيدة باختيار عملي المتواضع واستخدامه للقضية الفلسطينية كملصق وخلفية لمسرحية أطفال فلسطينيين، لكن في نهاية المطاف بعد ذلك عمل سرقة لا يحترم حقوق الفنان. لكنني لم أعقب بأي شيء. احتفظ بالرسوم الأصلية لهذا التصميم ، يبدو، مثل الرسوم التوضيحية المسبقة لأطفال الانتفاضة في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات.

محي الدين اللباد: من المهم أن نلاحظ أن تجربة العمل على مثل هذا القرب من آلة سياسية مثل دار الفتى العربي، أثرت على ممارستي الفنية بشكل إيجابي، لأنها خلطت كل القنوات المختلفة. فقد كنت أعمل كمصمم ، و رسام رسوم متحركة ، ومصور توضيحي – بعد دار الفتى بدأت في استكشاف إمكانية خلط كل هذه الخيوط المختلفة. كانت هناك قصة لزكريا تامر تدعى “مائدة القط” التي قمت بتصميم غلافها. في ذلك الوقت كنت أقوم بالكثير من الرسوم الكاريكاتورية حول سياسة الانفتاح الاقتصادى للسادات في السبعينات، فظهرت على الغلاف قطة ذات مظهر شرس تقوم بإغواء طائر. و أعطيت القط علبة من سجائر مارلبورو وزجاجة من الكولا.
كانت هذه هي صورة العدو: فقد كان في غاية الأناقة ولكن لديه مخالب، تماماً مثل الغرب. منشوراتنا الأصلية، التي كانت تعتبر رخيصة الثمن، لكن فخمة المظهر. وشعرت أن هذا ليس مناسباً أن أذهب إلى مخيم للاجئين في المجاري المفتوحة وأن أقدم مثل هذا الكتاب ذو المظهر الباهظ الثمن، الذي تكلف بالفعل حوالي 25 قرشاً – يعتبر كثيراً في ذلك الوقت. قمت باقتراح إنتاج كتاب بربع السعر، إذا تخلصنا من الغلاف. لكن ذلك لم يحدث أبداً. أنا أيضا بدأت مجلة حائط ، في العلن ، مع مساحات فارغة تركت للمواطنين لملئها. وأنتجنا ستة من تلك المجلات.
ومن بين التجارب الرسمية الأخرى المبتكرة والمفيدة، العمل الذي قمت به لكتاب زكريا تامر ، والذي كان نوعا من المقارنة بين الحصان البري الحر والحصان المستأنس. في ذلك الوقت، حضرت معرض لوحات للخيول في اليمن من قبل ليلى الشوا. لذا سألتها إذا كانت تود أن تقوم برسوم هذا الكتاب وعندما ترددت، قلت لها أننا يمكن أن نعمل على الكتاب معاً. قلت لها “يمكنك تنفيذ اللوحات بأي شكل تريدين، واتركي بعض المساحات لي لكتابة النص”. وضعنا الكتاب معا ، وكان جميلا حقا. كنت دائما مهتما بالبحث عن فنانين غير معروفين أو غير محترفين، لديهم شيء قوي في أعمالهم؛ مثل نوال طرابلسي. ليلى تخرجت للتو من الجامعة وكان لديها أسلوب حر وساذج رائع. ولكن نحتاج إلى الوقت لاكتشاف الناس، والوقت للعمل معهم. لسوء الحظ ، كانت الأمور تسير بشكل متقلب جدا كما عملنا مع الناس الغير قادرين على تخطى المعالم الجمالية المهيمنة على ذلك الوقت. إلى جانب الهدف الذي وضعته لدار الفتى لإنتاج سبعة وستين كتاب بحلول ديسمبر 1974، كان له التأثير فى اختيار الفنانين الذين عملنا معهم. احياناً لا نكون جديرين بأحلامنا الكبيرة و احياناً أولئك الذين نتعامل معهم لا يتصورون أهدافك كما تتصورها. وربما لم أكن قادرا على تحقيق المعايير الجمالية التي وضعتها في البيان.
نوال طرابلسي: وبالنسبة لي، فإن تجربتي مع دار الفتى والحرب بعد ذلك وضعتني على الطريق الذي أنا عليه الآن. في ذلك الوقت كان جزءاً من نطاق عام للحركات الثورية. أنا من الجيل الذي كان يحلم بخلق عالم جديد، لبنان الجديد كبلد الحريات والحقوق لجميع مواطنيه، مستقل تماماً عن الدين، أو الجنس، أو الطبقات الاجتماعية.
استمرت الحرب لتدمير كل شيء في حياتي، لكن عملي في دار الفتى كان بذرة كل شيء أفعله الآن. منذ أكثر من عشر سنوات وأنا أشارك في أدب الأطفال والمكتبات والقراءة العامة. أنا أحد مؤسسي أول جمعية غير هادفة للربح في لبنان للتركيز على إنشاء وتطوير المكتبات العامة. بعد انتهاء الحرب مباشرة، كان رفيق الحريري يعيد بناء البلاد بطريقة برجوازية، ومجموعة من الأصدقاء والناشطين بدأوا العمل على إيجاد بدائل لإعادة بناء هذا البلد المتضرر. لذا ركزنا على الأطفال والمدارس العامة والمكتبات.
محي الدين اللباد: بعد أن غادرت بيروت في عام 1976 ، استمرت دار النشر حتى الغزو الإسرائيلي لبيروت في عام 1982، عندما غادرت مع النزوح الجماعي للفلسطينيين. جاءت إلى القاهرة، وحدث تغيير كبير. أعتقد أن السياسة أخيرا أصبحت مهيمنة تماما. أنا فقط أخمن هنا ، ولكن أعتقد أن الدار كانت بمثابة قناة سرية للاتصال بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة المصرية، في ذلك الوقت لم يكن التواصل رسميا. وواصلت تصميم بعض الكتب، وقمت ببعض الطوابع لها، مثل الطوابع التي تحمل اسم (فلسطين عربية). وعندما شاركت إسرائيل للمرة الأولى والأخيرة في معرض القاهرة للكتاب، بجناح بجوار جناح دار الفتى العربي، تطوعنا لعقد مناسبات مختلفة لدعم دار النشر والاحتفال بفلسطين. وفي وقت لاحق اكتشفنا أن منظمة التحرير الفلسطينية قد خصصت ميزانية لهذه الأنشطة. أتساءل أين ذهب المال. بحلول ذلك الوقت، في منتصف الثمانينات، كانت قد انتهت الدار حقا. حيث كان ينشر كتاب كل سنتين. وأخيرا تم إغلاق الدار في وقت ما في أوائل التسعينات. لم يتصل أحد قط ليخبرنا.

محي الدين اللباد، رسام مصري وفنان تشكيلي متخصص بالجرافيك، درس التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة 1957- 1962، وعمل بعد تخرجه رساما للكاريكاتير بالصحافة المصرية والعربية، وكان قبلها وأثناء دراسته قد عمل كرسام بمجلة “سندباد” للأطفال، ورساماً ومؤلفاً لكتب الأطفال في “دار المعارف”، وأصدر أوائل كتبه للأطفال منها عام 1961، كما عمل عبر مسيرة حياته كرسام ومصمم للصحف والمجلات والكتب والمطبوعات الثقافية للصغار وللكبار في مصر والبلاد العربية وأوروبا، بعد انتصار أكتوبر 1973 والحرب الأهلية اللبنانية، شارك في تأسيس دار الفتى العربي ببيروت. كما أسس “الورشة التجريبية العربية لكتب الأطفال”، و”المركز الجرافيكي العربي” عام 1976. الفنان محي الدين اللباد من أسرة ذات أصول دينية وريفية، و والده واحد من كبار رجال الدين وزميل فعال لكل أعضاء هيئة كبار العلماء الذين كانوا بمثابة تاج من السماحة على قمة الأزهر الشريف بالقاهرة.
من كتبه “١٠٠ رسم وأكثر” ” نَظَر (4 أجزاء)” “حواديت الخطاطين”، و”ملاحظات”، و”حكاية الكتاب” و”لغة بدون كلمات” و”تي شيرت”، و”كشكول الرسام” الذي نشرت طبعته الأولى دار الفتى العربي، ثم الآن تنشر طبعاته المتتالية دار الشروق، وهو الكتاب الذي حاز على جائزة التفاحة الذهبية ببيانلي براتيسلافا 1989، وجائزة الأوكتاجون الفرنسية 1994، وصدرت منه طبعات باللغات الفرنسية والألمانية والهولندية.
موارد إضافية
أرشيف رقمي يضم أكبر مجموعة كتب من دار الفتى العربي للفئات العمرية المختلفة
سلسلة قوس قزح للفئة العمرية 3-6 سنوات
تسجيل صوتي مع حسناء رضا مكداشي، المديرة التنفيذية السابقة لدار الفتى العربي، معرض عن محي الدين اللباد ودار الفتى العربي، الجامعة الأمريكية ببيروت، 2014
طفولة حزيران: مدونة دار الفتى العربي وأدب المأساة، اسماعيل ناشف، مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، 2016
[…] […]
إعجابإعجاب
[…] في معرض الكتاب و كتبها المفضلة كطفلة ملكة الجزر لمحي الدين اللباد والقطة نمنة لعدلي رزق الله و فلفولة راقصة الباليه […]
إعجابإعجاب
[…] في معرض الكتاب و كتبها المفضلة كطفلة ملكة الجزر لمحي الدين اللباد والقطة نمنة لعدلي رزق الله و فلفولة راقصة الباليه […]
إعجابإعجاب
[…] في معرض الكتاب و كتبها المفضلة كطفلة ملكة الجزر لمحي الدين اللباد والقطة نمنمة لعدلي رزق الله و فلفولة راقصة الباليه […]
إعجابإعجاب
[…] في معرض الكتاب و كتبها المفضلة كطفلة ملكة الجزر لمحي الدين اللباد والقطة نمنمة لعدلي رزق الله و فلفولة راقصة الباليه […]
إعجابإعجاب
[…] يعرف محي الدين اللباد، يعرف انه كان مفتونًا بالمخلوقات الخيالية للثقافات […]
إعجابإعجاب