أشعر و كأن

“عندما لا أستطيع أن أعبر عما أشعر به، أتخيله فورا!”
هكذا تبدأ سهير أباظة كتابها العميق في بساطته وتأخذنا في لحظات تأمل وسط متطلبات الحياة اليومية السريعة. في أول كتاب لها، اعتمدت الكاتبة على الخيال من منظورها  كفتاة صغيرة معبرة عن المشاعر بمواقف أو لحظات حياتية في غاية البراعة. واستخدمت الكاتبة جمل قصيرة وصور بليغة تتماشى مع مشاعرها، كما تركت لنا المساحة لتخمين ما هي المشاعر التي تحاول أن تصفها.

وجاءت رسومات الفنان وليد طاهر ناقلة النص إلى بعد آخر ومكملة له. فنرى إختيار الألوان والتفاصيل متماشية مع المشاعر المختلفة؛ فحين وصفت الكاتبة شعورها بالخفة أضاف الرسام أيادي و أرجل كثيرة و أجنحة إلى الفتاة. كما تغيرت  درجات الألوان مابين الدافئة والباردة على حسب المشاعر التي تنوعت ما بين الإيجابية والسلبية. وإذا تتبعت الأسهم والنقاط الملونة التي تملأ الصفحات قد تصل إلى شيء مختبيء يعبر عنه النص.

وكما أشارت عائشة عزب (طالبة الأدب والبلاغة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة) في مراجعة شاركت بها حادي بادي، أنه على الرغم من تصنيف “أشعر وكأن” ككتاب للأطفال، إلا أنها شعرت أن رسالة القصة تنطبق على العديد من الفئات العمرية. ربما يستهدف الكتاب بشكل أساسي الأطفال الذين ما زالوا يحاولون فهم الطريقة التي يشعرون بها، ولماذا يشعرون هكذا؛ ولكن هذه الأسئلة تستمر وتتكرر حتى مع تقدم السن. هذا الكتاب إذا هو محاولة لمنح قارئه الفرصة وبعض الوقت لتفكيك وتبسيط المشاعر المعقدة التي تواجهنا في الحياة.

الكتاب صادر عن دار البلسم  عام 2020 ويتمتع بتلك الصفة النادرة للكتب المتميزة حيث يجد القارئ فيه شيئا جديدا عند قراءته كل مرة.  مناسب من سن 6 إلى 99!!

شاهد الممثلة المصرية سارة عبدالرحمن وهي تقرأ الكتاب ضمن حملة Save with Stories قصصنا بالعربي التي تنفذها مبادرة حادي بادي بالشراكة مع هيئة انقاذ الطفولة بمصر.

الكتاب متوفر من دار النشر مباشرة عبر هذا الرابط أو في المكتبات وعلى المواقع المتخصصة