قبل الرحيل، تهيئ الأم طفلها بأنهم سيتركون بلادهم غير الآمنة. تخبره انه سيودع أصدقائه وتذكره بانه يجب ان يأخذ فقط ما يستطيع حمله. تخبره عن صعوبات الرحلة وطول فترات الإنتظار في المعابر والنوم في أماكن غريبة. تخبره عن عدم فهم لغة البلدان الجديدة وتحدثه أيضا عن مشاعر الحماس للبداية الجديدة. وماذا بعد الوصول؟

يبدأ الكتاب بإبتسامة الأم، إلا أن وجهها يختفي في الصفحات التالية عندما تبدأ في إعلام طفلها بما سوف يواجهونه في رحلتهم إلى بلد اللجوء، وعندما تظهر ثانيا يصبح وجهها حزينا وخائفا. ولقد طغت الألوان الرمادية والزرقاء الباردة على الرسومات مما عكس إحساس الحزن في الرحلة ولكن دائما ما كانت رسومات الطفل بها ألوان حية مثل شعره الأحمر ليعكس فكرة أن الطفل هو الذي يعطي الطاقة للأم على المثابرة لمواصلة مثل هذه الرحلة الصعبة

• 

• 

فاز كتاب “اسمي ليس لاجئا” أو ” My Name is Not Refugee” الصادر بالإنجليزية عن دار النشر The Bucket List بجائزة متحف فكتوريا وألبرت للرسم والتي تعد من أهم الجوائز البريطانية والتي تمنح لأفضل عمل للطلبة أثناء دراستهم لأدب الأطفال. ولقد التحقت ميلنر لدراسة أدب الأطفال وهي على مشارف سن الخمسين ولم يقف تقدمها في العمر أمام تحقيق حلمها. وصرحت في إحدى اللقاءات الصحفية أنها فكرت في الكتاب عندما حدثتها ابنتها التي تعمل مدرسة عن تلاميذها وتساؤلاتهم حول أزمة اللاجئين. وقالت ميلنر أنها تأثرت أيضا أثناء الكتابة بلقاء سمعته على قناة إخبارية عن أسرة سورية  كانت تحاول ان ترحل من سوريا إلى ألمانيا ومعاناتها أثناء الرحلة.  كما فاز الكتاب بجائزة كلاوس فلوج الألمانية Klaus Flugge Prize  لعام 2018 والتي تمنح لأفضل كتاب مصور لكاتب جديد في عالم أدب الأطفال. مناسب لسن 7+.

هذه النوعية من الكتب مهمة حيث أنها تساعد الأطفال على فهم الأزمات الراهنة  التي تواجه اللاجئين والنازحين عن بلادهم، كما تستعرض معنى كلمة لاجئ ومدى الصعوبة التي يواجهها يوميا في محاولة التأقلم على بلاد جديدة.

يمكنكم الاستماع لقراءة الكتاب في الفيديو المقدم من قناة “وقت الحكي للأسرة”