“اني غير مصدق أنها هي التي بادرت في التواصل معي، أنا الذي منذ أن بدأت صفوف اليوغا أصنع السيناريوهات في رأسي كي أجد سببا للحديث معها.”
استغلت لينا سقوط دفتر يوميات أنس لتجد مبررا للتعرف عليه. فهي تراقبه منذ ان التحقت بدرس اليوجا بعد عودتها من أوروبا إلى لبنان بسبب ظروفها العائلية. وبالرغم من أن أنس كان ينتظر هو الآخر تلك الفرصة، إلا أنه رد باقتضاب ولم يشكرها كما يجب. ولكن بفضل الفيسبوك، استطاع أنس أن يتغلب على خجله ويشكر لينا برسالة عندما وجد حسابها.
برفقة الكابوتشينو بعد درس اليوجا، يبدأ الشابان في التعرف ويشجعان بعضهما على المذاكرة، خاصة أنهما في نهاية المرحلة الثانوية. وبالرغم من توطد العلاقة ونشأة الثقة بين أنس ولينا، إلا أنهما لا يقويان على المصارحة بأسرارهما العائلية التي تؤثر على حالتهما النفسية. فهل سيستطيع كل منهما من مساعدة الآخر وتخطي الأزمة؟
برعت الكاتبة اللبنانية فاطمة شرف الدين Fatima Sharafeddine في تناول موضوع حساس وهو التعنيف الأسري من خلال شخصيات واقعية وإيقاع متوازن للأحداث. فبعد كل مشهد متصدع أو عنيف، يأتي مشهد خفيف ليعطي مساحة للقاريء لإلتقاط الأنفاس. كما نجحت الكاتبة في نقل مشاعر وأحاسيس الشباب من خلال سرد الأبطال للقصة وتطور شخصياتهم مع الأحداث بمزيج سلس بين العربية واللهجة اللبنانية بما تحمله من مصطلحات شباب اليوم. كما تتطرق القصة إلى بعض الخطوط الفرعية لعرض مواضيع أخرى مهمة مثل دور مؤسسات المجتمع المدني الحقوقية وبعض التحديات التي يواجهها الشباب المغترب العائد من المهجر لوطنه.

يأتي أهمية هذا الكتاب الصادر عن دار الساقي إلى التعريف بخطورة العنف الأسري وإعطاء اليافع/ة بعض الخيارات الممكنة والمتاحة في التعامل معها. كما أنه يضع القاريء في موقع الآخر، فيقدم تصور قريب من الحقيقة لما يمكن أن يشعر به الأطفال واليافعين نتيجة لعنف وتسلط الكبار. وعلى الجانب الآخر، يفسر الكتاب بعض من أسباب عنف الأب ومبررات الأم في البقاء في علاقة مؤذية. حازت رواية كابوتشينو في عام 2017 على جائزة اتصالات عن فئة “كتاب العام لليافعين”. الغلاف من تصميم سومر كوكبي. مناسب لسن 13+.
[…] كتبها لليافعين بعرض قضايا واقعية وحساسة مثل روايتها كابوتشينو التي حازت على جائزة اتصالات لكتاب العام لليافعين لعام […]
إعجابإعجاب