“[…] فألذ طعام للإنسان هو الأوراق وأشهى ما في الأوراق هو التاريخ نأكله كل زمان وزمان، ثم نعيد كتابته في أوراق أخرى كي نأكلها فيما بعد.”
بهذه العبارة للشاعر والأديب المصري صلاح عبد الصبور، تفتتح الكاتبة والرسامة السورية آلاء مرتضى كتابها الرائع “الخروج إلى النهار – رحلة قدماء المصريين في العالم الآخر.”
ربما يكون موضوع الكتاب غريبًا للبعض لعرضه على الصغار ولكننا نؤكد لكم أن هـذا الكتاب الجميل ذو الإخراج الفني البديع يأخذنا صغارًا وكبارًا في رحلة بصرية ومعرفية فريدة من نوعها نتعرف من خلالها على فلسفة الحياة عند المصريين القدماء.

من الولادة للحياة ووصولًا للوفاة والعالم الآخر ثم الولادة المتجددة، اختارت آلاء مرتضى أبرز المحطات والمشاهد من مصر القديمة لتنقل لنا بنص سلس ورسومات بديعة كيف عاش المصريون القدماء وكيف طمحوا ببساطة للحياة بقلب سليم.
وفيما يخص الإخراج البصري، فقد أبدعت الرسامة في تحويل كل صفحة إلى عمل فني. جاء حجم الكتاب مستطيلاً، مما جعل كل صفحة وكأنها جدارية نابضة بالتفاصيل والألوان. استخدمت الرسامة أيضًا سماء نوت الزرقاء المرصعة بالنجوم مع مركب الشمس وقرص الشمس وهو يتحرك حسب المرحلة الحياتية من الشروق إلى الغروب مع برواز من الألوان المصرية القديمة لتجميل وتحديد محطات الرحلة وبالتالي فصول الكتاب.

الخروج إلى النهار هو الإسم الذي اشتهرت به بردية كتاب الموتى، والتي هي عبارة عن مجموعة من صلوات حافظة وترانيم للآلهة مرفقة بمشاهد مصورة لدهاليز العالم الآخر. وكعادة آلاء مرتضى في كتبها التوثيقية للتراث، مثل كتابها “دمشق: قصة مدينة” وكتاب “كراكوز وعيواظ: في العادات والأكلات الظراف”، نجد في هذا العمل الدقة والإتقان والموهبة العالية في الرسومات وفي السرد الممتع، بالإضافة إلى توثيق شامل لكل أنواع المصادر المستخدمة.

الكتاب من إصدار دار البلسم عام ٢٠٢٤ ومناسب من سن ٩ إلى ٩٩، مما يجعله كنزًا عائليًا.