“هل ألتقيتم الوحش يوماً!؟؟ يأتي دون دعوة، ينام على أسرتكم كل ليلة، يمنع النسمات أن تدخل إلى غرفكم، ويشعركم بالاختناق.”
التقى الفتى بالوحش أول مرة عندما رحل أباه في يوم ممطر. ولكنه لم يشعر بالخوف منه لأنه كان هناك شيئاً أكبر وأثقل يتمدد بداخله. ولكن الوحش فعل الكثير، أخذ سريره وضحكاته وألعابه وأصدقائه وحتى استمتاعه بالطعام وبالأشياء التي أخذها الوحش. لم يكن يبالي في البداية ولكنه مؤخراً بدأ يشعر بالانزعاج. يا ترى كيف يتصرف الصبي مع الوحش؟ وهل سيرضى الوحش بأن يترك الصبي؟ و ما هو وحش الحزن هذا الذي يأتي بعد أن يرحل من نحبهم؟

في كتاب مختلف وفريد من نوعه تتناول الكاتبة العمانية عائشة الحارثي مراحل الحزن التي نمر بها بعد فقدان من نحب، مصورة الحزن بأنه وحش ضخم يحتل مساحة كبيرة من يومنا ويمنعنا من الأنشطة المحببة. واستعانت الكاتبة بالوحش لتعبر عن أعراض الاكتئاب المختلفة التي قد تصيب الصغار مثل عدم القدرة على النوم، وقلة الشهية، وعدم القدرة على الاستمتاع أو حتى الرغبة في عمل أي شيء. ووصفت مرحلة التقبل والتعافي بالتدريج وبصورة مبسطة وسهلة للقراء الصغار.

وأعطت رسومات الفنانة الفلسطينية براء العاوور عمقاً شديداً للقصة حيث رسمت الوحش كثيف الشعر وعملاقاً كحلي اللون. وجاءت الخلفيات كلها بألوان غامقة لتعكس الجو العام الحزين الذي يشعر به الطفل ومع تغير حالته المزاجية، بدأت الألوان تجد طريقها على صفحات الكتاب.

“أنا والوحش” من إصدار دار أشجار ووصل للقائمة القصيرة لجائزة اتصالات عن فئتي أفضل نص وأفضل رسوم لعام 2020. يصلح الكتاب للحديث عن مشاعر الفقد. مناسب لسن +6.
الكتاب متوفر من دار النشر عبر هذا الرابط أو في المكتبات وعلى المواقع المتخصصة