“ذات ليلة، وسط سكون الليل ورذاذ المطر، نبتت قرب البحيرة زهرة صفراء لم ير السكان مثلها قط. سببت لهم الزهرة الذعر والخوف ورأوا فيها قبحا ومصدرا للهلاك.”

في بلاد بعيدة يعيش أناس شكلهم غريب ولا يفهمهم أحد. لا يعانون من أي مشاكل إلا في فصل الشتاء عندما تتحول الضفادع لتكون سامة ويخاف السكان ويأخذون حذرهم ليتجنبوا الشرور. لكن في يوم ما حدث شيئًا غريبًا، ظهرت نبتة صفراء وارتعب السكان وتوقعوا كل أنواع الهلاك بسبب هذه النبتة التي لا يعرفون عنها شيئًا. تعاون السكان على بناء سور كبير لحجب تلك الزهرة؛ وكلما كبرت الزهرة، تملكهم الخوف اكثر واكثر وزادوا من احتياطاتهم وطول السور.

ولكنهم لم يتوقفوا عند هذه النقطة، بل زادهم الخوف عنفًا وشراسة، فأخذوا رماحهم و سهامهم ليتخلصوا من هذا الشيء المخيف. يا ترى هل هذه الزهرة فعلا مخيفة مثلما يعتقد أهل القرية؟ و ما الذي سيحدث لها؟

تكتب الكاتبة القطرية شيخة الزيارة عن الخوف من كل ما هو مختلف – ذلك الإحساس الذي عادة ما يتطور إلى مشاعر الخوف من الآخر ومعه تنمو الضغينة في النفوس… فتناقش بطريقة سلسة ولطيفة موضوعًا شائكًا وهو العنصرية والتي أصبحت مشكلة قائمة مع زيادة اللاجئين والنازحين في كل مكان.  ورسمت زهرا أميري مكانًا بديعًا مليئًا بالألوان المتنوعة وشخصيات بأعناق طويلة غريبة الشكل لتنقلنا إلى عالم سحري كله خيال. كما استطاعت الرسامة أن تعبر ببراعة عن مشاعر أهل القرية وخوفهم.

الكتاب من إصدار دار جامعة حمد بن خليفة للنشر لعام 2021 وتم ترجمته إلى الإنجليزية تحت عنوان “The Mysterious Blossom”. مناسب لسن +8.