البطل الخارق

“أن أعظم القدرات الخارقة، مكانها القلب، وأنك أن احتجت إليها يوماً، فلن تجدها إلا هناك.”

أصيب أهل المدينة بالإحباط والصدمة لما علموا بمرض بطلهم الخارق الذي طالما ساعدهم بواسطة قدراته الخارقة. واحتار الأطباء في هذا المرض الذي أصاب بطلهم وتسبب في فقدان قدراته الخارقة كالركض بسرعة فائقة والطيران. و قرر البطل أن يهجر المدينة ويعيش وحيدًا بعيدًا عن كل الناس الذين أحبهم وأحبوه. ولكن ما قصة الرجل الحكيم الذي يأتي كل يوم لزيارة البطل الخارق ويطلب منه أن يفعل شيئا جديدا حتى يشفى؟ وهل سيشفى البطل الخارق أم سوف يتأقلم مع وضعه الجديد؟

تحكي د. نسيبة العزيبي قصة عذبة بلغة بديعة وسهلة الفهم عن معان كثيرة جميلة مثل قوة التحمل والصبر والصمود والحب واللُطف والامتنان والأمل والحكمة لتتحقق معها المعادلة الصعبة التي تجعل النص صالحا للكبار والصغار معًا. نجحت أيضا في نقل القارئ ليعيش التجربة كاملة خطوة بخطوة مع بطل القصة وتذكرنا من خلالها أننا لسنا بحاجة إلى قدرات خارقة لنكون أبطال خارقون، فنحن محاطون بهم في كل مكان. وأتت نهاية الكتاب غير إعتيادية مشيرة إلى أن الحياة دائما ما تفتح لنا أبوابا جديدة لم نتخيل احتياجنا لها.

وأضافت رسومات الفنان حسّان مناصرة بألوانها الدافئة ومفرداتها الفريدة العابرة للزمن لغة بصرية قوية تكمل النص خلطت ما بين ما هو واقعي وغير واقعي في رحلة بطلنا الخارق وعكست المشاعر المختلفة والمراحل التي مر بها منذ بداية إصابته بالمرض مرورا بالحزن والإحباط إلى تقبله الأمر في النهاية وتأقلمه على الحياة الجديدة وقدرته على الاستمتاع بدوره الجديد. استخدم الفنان أيضا خطه اليدوي في كتابة نص القصة.

تأثرنا بإهداء د. نسيبة العزيبي إلى “كل الأبطال الخارقين، الذين رحلوا عنا أو مازالوا بيننا ” وكيف أن الأبطال الخارقين لا يستطيعون الصمود والتأقلم دون الحب واللُطف والأمل والحكمة مِن مَن حولهم.