“أتت الحرب. بدأت الأوضاع تسوء يوما بعد يوم، وعمت الفوضى والخراب”

مع بداية الحرب و فقدان الأب، تحمل الأم طفليها لتهرب من المدينة التي عمها الخراب إلى “مكان آمن لا حرب فيه”. حزم الجميع حقائبهم و بدأوا الرحلة التي امتدت لأيام وليال في الغابة تارة وعلى الحدود تارة وفي البحر تارة أخرى؛ ليصلوا أخيرا إلى وجهتهم إلى أرض فيها “جنيات ترقص رقصات جميلة، و بعصاها السحرية تنهي الحرب”. فهل يستطيعون أن يعبروا الحدود و يتخطوا كل المصاعب؟ و هل تنتهي الرحلة بمجرد وصولهم إلى هناك؟

 تحكي لنا الكاتبة والرسامة الإيطالية فرانشيسكا سانا عن رحلة لجوء أم وطفليها من موطنهم الأصلي إلى وطن جديد يبحثون فيه عن الأمان وحياة جديدة مستعينة بقصص المهاجرين الذين التقت بهم أثناء بحثها. مشيرة إلى أن “هذا الكتاب عبارة عن ألبوم يجمع عدة مقتطفات من أسفار هؤلاء و قصص معاناتهم”.

وتلعب الرسومات بألوانها المشبعة و خطوطها الواضحة الدور الأساسي في هذا الكتاب؛ بل تصلح كل واحدة منها أن تكون لوحة فنية تعبيرية في حد ذاتها !  لقد نجحت سانا في تصوير وترجمة المشاعر الداخلية وأفكار الأسرة ونقلها إلى الخارج على صفحات الكتاب من خلال استخدام كائنات مختلفة كمتابعين وحراس للأسرة الصغيرة أثناء رحلتها. كما لعبت الرسامة بالأحجام والألوان لتوصيل المعنى والمشاعر، فنراها أحيانا ترسم الأم و الأطفال في أحجام صغيرة جدا أمام حرس الحدود العمالقة على خلفيات يغلب عليها اللون الأسود فتنقل للقاريء مشاعر الرعب والعجز التي يمر بها أبطال القصة أمام كل الظروف المحيطة.

الكتاب صادر في عام 2016 عن دار النشر الإنجليزية Flying Eye Books  تحت عنوان “The Journey” والنسخة العربية صادرة عن دار هاشيت أنطوان اللبنانية في عام 2018.  قامت الكاتبة والرسامة بإصدار جزء ثاني من الكتاب ليتتبع تأقلم الفتاة الصغيرة في البلد الجديد تحت عنوان “أنا و الخوف”. مناسب لسن 7+

يمكنكم مشاهدة قراءة للكتاب بالإنجليزية عبر هذا الرابط:

لا يسعنا في الظروف الحالية إلا أن نتمنى للأطفال في كل مكان السلامة والأمان !
الكتاب متوفر من دار النشر عبر هذا الرابط أو في المكتبات وعلى المواقع المتخصصة.