بعد انقطاع دام عامين بسبب جائحة فيروس الكورونا، فتح معرض بولونيا لكتاب الطفل أبوابه في الفترة من ٢١-٢٤ مارس/آذار ٢٠٢٢ ليرحب بآلاف العارضين والزوار من كل أنحاء العالم في نسخته ال٥٩ مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية ولبس الكمامة داخل قاعات المعرض.
يعتبر معرض بولونيا لكتاب الطفل من أعرق وأكبر المعارض الدولية المتخصصة في المجال حيث يقدم فرصة فريدة للإطلاع على آخر الإصدارات والإبتكارات في القطاع من أكثر من ٨٠ دولة بالإضافة إلى توفير المجال لبيع وشراء حقوق النشر والتوزيع والترجمة في الأسواق المختلفة. يتخلل المعرض أيضا فعاليات متعددة من أبرزها تكريم الفائزين بالجوائز السنوية ومعارض الرسامين وضيوف الشرف والندوات واللقاءات والورش التدريبية التي تغطي آخر المواضيع والاتجاهات في صناعة كتب الأطفال.
كان من المفترض أن تستضيف مدينة بولونيا الإيطالية، إمارة الشارقة الإماراتية كضيف شرف المعرض في عام ٢٠٢٠ ولكن بسبب جائحة الكورونا وعدم انعقاد المعرض لمدة سنتين على التوالي، لم يتم ذلك. ولكن مع عودة المعرض هذا العام، جاء جناح الشارقة ليقدم تجارب وجهود مؤسسات الشارقة الثقافية والمعرفية والتراثية. وقامت “هيئة الشارقة للكتاب” بتنظيم سلسلة وورش وعروض فنية تعكس تجربتها في اهتمامها بصناعة كتاب الطفل والاستثمار بمستقبله المعرفي.
كان هناك أيضا حضورا بازرا لناشرين ورسامين وكُتاب ومترجمين وأكاديميين من مختلف البلدان العربية.

وفيما يلي نسلط الضوء على أبرز الفعاليات المتعلقة بالمشاركات العربية في المعرض:
- نظمت الشارقة معرضاً فنياً جماعياً لنخبة من الفنانين الإماراتيين المتخصصين في رسوم كتاب الطفل بعنوان “انعكاس في العمق” جمع مختارات من أعمال 20 فناناً لهم تجارب متميزة في بناء لوحة كتاب الطفل. المزيد بالإنجليزية عن المعرض والفنانين المشاركين عبر هذا الرابط.
- تم عرض فيلم تسجيلي عن مشروع “مكتبات صغيرة باللغة العربية” والذي ينفذه المجلس الإيطالي لكتب الأطفال في ست مدن إيطالية بدعم من مؤسسة كلمات ضمن مبادرة “تَبَنَّ مكتبة “.
- قام المجلس الإماراتي لكتب اليافعين بتنظيم جناح خاص لعرض كل الكتب العربية الفائزة بجائزة اتصالات لكتاب الطفل منذ أن أطلقها المجلس عام ٢٠٠٩ وحتى النسخة الأخيرة في ٢٠٢١.

- كما استضاف المجلس الإماراتي حلقتين نقاش خلال المعرض. الجلسة الأولى عن مشروع “الخراريف برؤية جديدة” حيث تم تكليف خمس فنانين من إيطاليا بإعادة تصور الأعمال الفنية للحكايات الشعبية الإماراتية التقليدية، وخمس فنانين من الإمارات لعمل المثل مع الحكايات الشعبية الإيطالية التقليدية وتم تنفيذ المشروع بالشراكة ما بين المجلس الإماراتي وبيت الحكمة ومكتبة سالا بورسا. وفي الجلسة الثانية، تم تسليط الضوء على كتاب مارشيلا تيروزي “الروائع الصامتة”، والذي ترجمه محمد حسام مؤذن إلى اللغة العربية ونشرته مجموعة كلمات. كما تم مناقشة تاريخ وأهمية الكتب الصامتة بالإضافة إلى طرح بعض أوجه التشابه والاختلاف بين الكتب الصامتة من جميع أنحاء العالم. ولقد قامت الدكتورة ياسمين مطاوع، الباحثة في أدب الطفل وأستاذة البلاغة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بإدارة الجلستين.
الصور التالية من حساب المجلس الإماراتي لكتب اليافعين



- فازت دار سمير للنشر من لبنان بجائزة أفضل ناشر عن فرع آسيا. وتأسست دار سمير في عام ١٩٤٧ وتخصصت في كتب الأطفال والناشئة والكتب المدرسية بالعربية والفرنسية بالإضافة إلى ترجمة أدب الأطفال المعاصر إلى العربية مثل كتب الكاتب الإنجليزي الشهير رولد دال.
- فازت دار الميناء الأصفر من مارسيليا بفرنسا بتكريم خاص في فئة الشعر عن مجموعة أعمال متنوعة. الدار متخصصة في الكتب الشعرية ثنائية اللغة بالعربية والفرنسية للأطفال والناشئة.

- استضاف مقهى المترجمين داخل المعرض ندوة حول صدور الترجمة الإيطالية للكتاب المصور “مربى ولبن: أو كيف أصبحت أمي لبنانية ” للرسامة والكاتبة اللبنانية لينا مرهج ومن إصدار دار النشر الإيطالية ميزوجيا المتخصصة في ثقافات البحر المتوسط وأدارت النقاش إنريكا باتيستا، مترجمة الكتاب من العربية إلى الإيطالية. تحكي وترسم لينا في هذا الكتاب عن أسرتها وطفولتها في لبنان وقت الحرب وأمها الألمانية التي تأقلمت تماما على الحياة في لبنان فيما عدا عندما يتعلق الأمر بأكل اللبن الزبادي ! النسخة العربية نشرت في ٢٠١١ عن السَمَندَل كوميكس بدعم من آفاق وتم ترجمة الكتاب إلى الفرنسية (نسختين) والأسبانية.

- وفي اليوم الثالث، قامت الشيخة بدور القاسمي، المؤسسة والرئيسة الفخرية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومؤسسة مجموعة كلمات وأول إمرأة عربية تتولي رئاسة الإتحاد الدولي للناشرين، في حضور الأستاذة مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين بإفتتاح معرض “الخراريف برؤية جديدة” في مكتبة سالا بورسا العريقة بوسط المدينة كما هو موضح في الفيديو التالي:
- كما شارك اتحاد الناشرين العرب في معرض بولونيا هذا العام بالإضافة إلى عدد من دور النشر العربية منها: كلمات ودار الفُلك للترجمة والنشر ودار واو للنشر والخدمات التعليمية من الإمارات العربية المتحدة، دار البلسم ودار الشروق من مصر، سمير للنشر من لبنان، مؤسسة تامر التعليمية من فلسطين، دار ينبع الكتاب من المغرب، وحكاية قمر للنشر والتوزيع من المملكة العربية السعودية.









- شاركت دور النشر المصرية أيضا في فعاليات خاصة بالناشرين في القارة الأفريقية برعاية الإتحاد الدولي للناشرين. وشاركت الأستاذة أميرة أبو المجد، العضو المنتدب، دار الشروق في جلسة نقاشية حول تطوير ثقافة القراءة خارج الفصل الدراسي في أفريقيا حيث توجد برامج كثيرة تركز على محو الأمية والقرائية ولكن ليس هناك برامج تدعم القراءة من أجل الاستمتاع. وتطرق النقاش إلى دور كل من المؤسسات الحكومية والجهات المانحة والناشرين وأمناء المكتبات والمدرسين والأهل في دعم ثقافة القراءة وتنشئة جيل جديد محب للقراءة.

- وجاءت النسخة الثانية عشر من مسابقة الترجمة التابعة للمعرض لتكريم ترجمة الشعر العربي للأطفال إلى الإيطالية وقد كان كتاب “القمر والوروار” لندين توما ومن إصدار دار قنبز ضمن القائمة.
- وتشجيعا لترجمة المزيد من أدب الطفل العربي، قام فريق تحرير مدونة أدب الطفل العالمي ومدونة أدب الطفل العربي المعاصر بترشيح عدد من كتب الأطفال العربية للناشرين المهتمين بالترجمة مع ملخص وعينة مترجمة بالإنجليزية يمكن تحميلها لكل كتاب عبر هذا الرابط.
- تم أيضا الإعلان عن الجوائز العالمية خلال المعرض مثل جائزة هانز كريستيان آندرسن والتي فازت بها كل من الكاتبة الفرنسية ماري أود موراي والرسامة الكورية سوزي لي وينظمها المجلس الدولي لكتب اليافعين، وأيضا جائزة أستريد ليندغرين التذكارية والتي فازت بها رسامة وكاتبة الأطفال السويدية الشهيرة إيفا ليندستروم.

يمكنكم الإطلاع على الكتب الفائزة بجائزة معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال لعام ٢٠٢٢ في الفئات المختلفة وأيضا رف الجائزة الرائع والذي يضم ١٠٠ عنوانا تم اختيارها بعناية من ضمن الكتب المقدمة للجائزة. كما يمكنكم متابعة هاشتاج المعرض #BCBF22 على منصات التواصل الإجتماعي.