شغف الطفل أولا ودائما ، فلسفة دار عالية المصرية

لقاء حادي بادي مع وئام أحمد، كاتبة أطفال ومؤسسة ومديرة دار عالية، مصر

كيف جاءت فكرة إنشاء دار عالية؟

أولا أحب أن أشكر فريق حادي بادي المتحمس والمتميز، وحقيقي كانت ساحة أدب الطفل محتاجة تواجد مبادرة مثل حادي بادي.  بالنسبة لفكرة إنشاء دار عالية، كانت هناك خطوات كثيرة تسبق وجود الدار نفسها وكأنها خطوات مؤهلة للوصول إلى مكان معين. طبعا لا نكتشف ذلك إلا بعد النظر إلى الوراء و ربط النقاط ببعضها البعض. 

منذ طفولتي وأنا أقرأ وأكتب، وأعيش مع صديقتي الخيالية في عوالم خيالية وهذه كانت أول خطوة. ثم في الجامعة بدأت دراستي للأدب الإنجليزي الذي أعطاني نظرة أعمق في القصص بوجه عام، وأصبحت تحليلية أكثر في قراءاتي لكل أنواع القصص، وبدأت الماجستير في أدب الطفل في جامعة عين شمس. في تلك الفترة، قرأت كميات كبيرة جدا من الأعمال الكاملة لكُتاب الأطفال العالميين حتى أجد الموضوع المناسب للرسالة ولكني حصلت على الماجستير  أونلاين بعدها بأعوام من جامعة نوتنج هيل ببريطانيا في مناهج الطفولة المبكرة.

أول مكان عملت به كان في مكتبة منظمة الصحة العالمية، وهناك أخذت خبرة كبيرة في تصنيف الكتب وأوامر الشراء وحركات البيع لوزارات الصحة المختلفة. ثم عملت مُدرسة أطفال لفترة. بعدها قررت أن أصمم مناهج للأطفال وذلك أفادني جدا جدا. ومن هنا صممت كتابين (مناهج)، اطلعت عليهم دار نشر متخصصة في توزيع المناهج وطلبت مني وقتها أن أكون مديرة انتاج لدارهم. بعدها، بدأت دار عالية بشكل رسمي. كان هناك من يسألني دائما لماذا لا تكتبين كتب تفاعلية فقرأت عن كل أنواع الكتب التفاعلية إلى أن وجدت وحشا ظريفا يأكل الحروف لا يفارقني. 

منذ البداية وكتب عالية مختلفة، ما هي فلسفة الدار في اختيار النصوص للنشر؟ 

شغف الطفل هو المحور الأساسي لدى دار عالية.  شغف الطفل في الرجوع إلى الكتاب العربي وقضاء وقتا ممتعا معه.  الأساس في فكرة أو موضوع الكتاب، بمعنى أن لو الموضوع ظريف ومطروح بطريقة شيقة تجعل الطفل حريصا على الانتهاء من الكتاب والتفاعل معه بالإضافة إلى نص مكتوب بلغة عربية صحيحة بمفردات ومفاهيم قريبة من الطفل؛ يكون ذلك اختيار عالية. 

مجموعة من إصدارات دار عالية

تعتبر دار عالية من الدور النشطة في توزيع وبيع الإصدارات أونلاين وعبر منصات التواصل الاجتماعي بمصر …من خبرتكم، ما هي الفرص والتحديات في توزيع كتب الأطفال بالعربي؟

الإجابة على هذا السؤال مكونة من شقين. الشق الأول مرتبط بالجانب الإنساني. عندما أتحدث عن دار عالية، يجب أن أتحدث عن والدي رحمه الله. منذ بداية بذرة عالية كفكرة ووالدي ووالدتي يشجعوني على تنفيذها. بدأت عالية بكتابين ثم أربعة وبدأت الصفحة على الفيسبوك ولكنها لم تكن معروفة بعد حتى بالإعلانات المدفوعة. في منتصف 2018، مرض والدي وانشغلت معه و الحمدالله مرت هذه المرحلة الحرجة وشفي تماما. ما حدث بعد شفاء والدي في هذه الفترة، كانت بمثابة قفزة كبيرة لعالية حيث انهالت الإشعارات على صفحة الفيسبوك لدرجة اني ظننت ان هناك من اخترق حسابنا ولكني وجدت رسائل من أمهات كثيرة تطلب فيها الكتب، ومنذ ذلك اليوم، كانت إنطلاقة عالية الحقيقية. 

الشق الثاني العلمي في الموضوع هو أن المشاريع تبدأ بدون سابق معرفة و استراتيجيات تسويق كثيرة ومتعددة جدا ومع الوقت تحدث النقلة. تلك خبرتي، نبدأ ونسعى ونجرب ونعمل ما في وسعنا ونختار الشرائح التي نرغب في الوصول إليها ونعلن بكل طريقة عن منتجنا. التحديات واضحة ومعروفة من أول يوم، وأهم سؤالين بالنسبة لنا كانا:  يا ترى من المهتم بشراء كتاب عربي لأطفاله وتفضيله عن الكتاب باللغات الأخرى؟ وهل لو تم إصدار كتب طريفة مواكبة لاهتمام الطفل بالعربي، ما الذي سيحدث؟   لم نستطع الإجابة على هذين السؤالين إلا بالتجربة. 

الفرص مفتوحة والساحة كبيرة وتسع الجميع، وأدب الطفل متنوع جدا.  أشعر اننا نمر بفترة تغيير تام في فكر سواء المنتجين لأدب الطفل أو المهتمين بيه أو الذين يقتنون الكتب لأولادهم وذلك أفضل وقت نقدم فيه ما يستحقه الأطفال من محتوى شيق. 

هل تطورت/تغيرت فلسفة الدار منذ التأسيس وكيف انعكس ذلك على الإصدارات ؟ 

تعملنا من أخطاء واكتسبنا خبرات ومهارات أكثر في تنفيذ رؤيتنا ولكن الرؤية نفسها هي هي، لم تتغير. الطفل وشغفه يأتيان في المقام الأول. 

المجموعة الجديدة من دار عالية

ما هي النصيحة التي تقدميها لمن يرغب الدخول في المجال سواء على مستوى النشر أو الكتابة أو الرسم للأطفال؟ 

تخيل كأنك طفل، عيش طفولتك من جديد في كل كتاب أطفال تنتجه سواء ككاتب أو رسام أو ناشر. فكر في نفسك كطفل وهل ستحب الكتاب، هل ستقرأه أم ستتركه. وأهم شيء أن ما يخرج من القلب، يوصل للقلب. 

ما هي أحلامك لدار عالية بوجه خاص و صناعة كتب الأطفال العربية بوجه عام؟

كلنا امتنان وفخر بفوز عالية بجائزة قلوب الأطفال! ومع هذه الجائزة العظيمة، تتمنى عالية تحقيق حلم جائزة أدبية وأن يكون هناك تواجد أكثر لعالية لدى أطفال أكثر، وأن تترجم كتب عالية للغات مختلفة. كما نسعى إلى أن نكبر مع قراءنا الصغار وأن يجدوا كتبنا مناسبة لهم واهتماماتهم في المراحل العمرية المختلفة. 

أما بالنسبة لصناعة كتب الأطفال بوجه عام، كلي ثقة بأننا نستطيع انتاج  كتب أكثر بمستوى يليق بالطفل. أتمنى أن يكون الإنتاج أغزر مع الحفاظ على جودة الموضوع واللغة وجمال الرسم.


لقد تحقق حلم دار عالية فعلا وفي سابقة فريدة من نوعها، وصلت أربعة كتب من دار عالية للقائمة القصيرة لجائزة اتصالات لكتاب الطفل لهذا العام وهي بسيطة ويداي في فئة الطفولة المبكرة، وأخ خ خ في فئة الكتاب المصور، وأنا اعترض، الديناصورات لم تنقرض في فئة الكتاب ذو فصول .

ولم تعلن الجائزة عن القائمة القصيرة لفئة الكوميكس لتكن المفاجأة ويفوز كتابا خامسا من دار عالية ٧٠ كيلو عن فئة الكوميكس من تأليف وئام أحمد ورسوم علي الزيني.

تعرف على باقي الفائزين بجائزة اتصالات لكتاب الطفل 2021 هنا.


قام فريق حادي بادي بمراجعة عدد من كتب دار عالية ، كما تم اختيار كل من قصة بسيطة و أخ خ خ في حملة Save with Stories قصصنا بالعربي  التي نفذتها مبادرة حادي بادي بالشراكة مع هيئة انقاذ الطفولة بمصر.

دعاء فاروق تقرأ “أخ خ خ” Save with Stories بالعربي
ريا أبي راشد تقرأ قصة “بسيطة” Save With Stories بالعربي

كتب دار عالية متوفرة داخل وخارج مصر عبر دكان عالية الإلكتروني. كما تنظم عالية أنشطة تفاعلية خلال شهر رمضان المبارك عبر صفحتها على الفيسبوك . كما تصدر دار عالية مجموعة من الكتب الشيقة كل رمضان تصاحبها كتب أنشطة متوفرة للتحميل مجانا على الروابط التالية: كتاب أنشطة 2021 و كتاب أنشطة 2020 

One comment

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s