طفولة فلسطينية مصورة
كتبت مراجعة الكتاب نرمين مجدي حلمي بدر
“كانت هذه النكبة، كارثتنا الكبرى”
ما هي النكبة؟ ماذا حدث لعائلة أحمد؟ ماهية حياة الأطفال في مخيم لاجئين؟ وما الذي ساعد أحمد على تحقيق طموحاته؟
من خلال قصة مصورة بالأبيض والأسود، تحكي الكاتبة والرسامة الفلسطينية ليلى عبد الرزاق التي نشأت ما بين ولاية شيكاغو الأمريكية وجنوب كوريا، قصة والدها “أحمد” الذي ولد في مخيم البداوي بشمال لبنان. تبدأ القصة بالنكبة في 1948 مع اجتياح القوات الإسرائيلية لقرية الصفصاف الفلسطينية وإبادة أهلها ولكن نجح البعض ومنهم جد وجدة الكاتبة في النجاة والنزوح إلى لبنان.

وبالرغم من قسوة الحياة في المخيم إلا أن الروح الإيجابية في الكتاب كان لها الصدارة؛ فالكاتبة لم تعبر عن أحمد كضحية بل عبرت عنه كفاعل في مجتمعه وحكت حياته من وجهة نظر صبي بحلوها ومرها و شقاوتها ومرحها. يعرض الكتاب أيضا جوانب من العادات الفلسطينية اليومية مثل جمع الزعتر وتخزينه وبعض العادات في العيد. تتمكن عائلة أحمد بعد سنوات من الانتقال إلى بيروت ولكن لا تسلم هناك من ويلات الحرب الأهلية. وبالرغم من كل الظروف، كان أحمد يحلم بمستقبل أفضل، وكان سبيله إلى ذلك هو التفوق في الدراسة التي طالما أحبها.

استخدمت الرسامة التطريز الفلسطيني في غزل قصتها بعذوبة من خلال زخرفة الغلاف والصفحات الداخلية. كما نجد على غلاف الكتاب بطل القصة وهو صغير من ظهره وكأنه حنظلة، الشخصية التي أبدعها الفنان ناجي العلي للطفل الفلسطيني الشاهد على الأحداث في رسوماته الكاريكاتورية السياسية. نجد أيضا أن اختيار اسم المخيم عنوانا لسيرة والد الكاتبة اختيارا موفقا حيث أن بداوي تسمية مشتقة من كلمة البدو وتعكس القصة بالفعل قضية أكثر من 7 مليون فلسطيني طردوا من وطنهم وأصبحوا نازحين حول العالم يحلمون بالعودة إلى أرضهم في يوم من الأيام.

قامت دار النشر الأمريكية Just World Books بنشر الكتاب باللغة الإنجليزية عام 2015 ثم قامت إصدارات كومكس (إحدى شركات مجموعة كلمات) بنشر النسخة العربية عام 2017 من ترجمة ليندا اللبون. مناسب لسن 11+.
الكتاب متوفر باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والكورية.
