هل أنت سعيد؟

“هل أنت سعيد وأنت محبوس؟؟” سألت المذيعة هذا السؤال للبطريق بطبط، والنعامة نعنع، والثعبان ثوثو، ثم أجرت مقابلة مع ميدو وأسرته في بيتهم بجوار حديقة الحيوان. وكحال الحيوانات، عبر ميدو عن ضيقه الشديد صارخا بصوت عالي “لن أستطيع التحمل أكثر من هذا! أنا مللت!! أريد أن ألعب! أريد أن أرى أصدقائي!” 

في زمن الكورونا، تكتب رانية حسين أمين عن مشاعر الملل والضيق التي رافقت الجميع منذ بداية الجائحة وخاصة الصغار بعيدا عن إيقاع حياتهم النشط.  استخدمت الكاتبة الخيال عن طريق سؤال الحيوانات المحبوسة  التي تعيش بعيدا عن بيئتها الطبيعية لتعبر عن مشاعرها المختلفة  وآليات التأقلم التي توصلت إليها. توصل ميدو أيضا إلى أفكار وحلول مختلفة للتغلب على مشاعر الضيق والملل والحزن والوصول إلى السعادة بأبسط الأفكار سواء مع نفسه أو مع والديه. 

من خلال جملة تتكرر على مدار القصة، نجد  كل شخصية تقر بالأحاسيس التي تشعر بها من قوة وضعف وشجاعة وحزن مثل مركبة الملاهي التي تصعد وتهبط؛ وكيف انه من المهم اعطاء كل احساس وقته وكيف أن بعض الأفعال أو الأفكار حتى لو كانت بسيطة يمكن أن تشعرنا بالسعادة.  وجاءت رسومات هاني صالح مليئة بالحيوية بألوانها المرحة وتفاصيلها المبهجة بالإضافة إلى خطوطها الإنسيابية المعبرة لتكمل النص وتعكس المشاعر المختلفة التي تمر بها الشخصيات. ونجح الرسام في التنقل بين منظور القصة ومنظور شاشة تسجيل اللقاء التليفزيوني وميكروفون المذيعة وكأننا القراء نشاهد اللقاء أيضا. 

سعدنا باختيار المؤلفة بأن يكون بطل القصة ولدا يبكي ويضحك وانه من الطبيعي أن  يعبر الأطفال ذكورا وإناثا عن مشاعرهم بطرق مختلفة من ضمنها البكاء. أيضا لفت نظرنا أن أحد الأنشطة التي أدخلت السعادة على قلب ميدو هي الطبخ مع بابا واللعب بالمكعبات مع ماما واللعب معا جميعا كأسرة بعيدا عن الشاشات. شعرنا فقط بأن النقلة كانت مفاجأة وأن هناك حلقة مفقودة في القصة ما بين جزء الحيوانات المحبوسة في حديقة الحيوان بسبب فعل الإنسان والولد المحبوس في منزله مع عائلته بسبب وباء عالمي. في كل الأحوال، دعونا نتذكر  أمام  موجات فيروس الكورونا أن نكون أقوياء وشجعان وأن نجد ما يسعدنا وسط الدموع والضحكات. 

الكتاب من إصدار دار الشروق لعام 2020 ومناسب لسن +5.

الكتاب متوفر من دار النشر مباشرة عبر هذا الرابط أو في المكتبات وعلى المواقع المتخصصة.

 شاهد الإعلامية زهرة رامي وهي تقرأ الكتاب ضمن حملة Save with Stories قصصنا بالعربي التي تنفذها مبادرة حادي بادي بالشراكة مع هيئة إنقاذ الطفولة بمصر.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s