ما وراء الطبيعة ونداهة الأدب والخيال

بقلم دينا عبد الهادي لحادي بادي

القصص التي نكتشفها في مرحلة ما بين الطفولة والمراهقة لها دائما تأثيرا قويا على وعينا…هذا ما حدث مع دينا عبدالهادي و سلسلة ما وراء الطبيعة. 

في ليلة باردة، كنت أمكث عند جدتي وكان أحدهم قد نسي قصة جيب صغيرة كان عنوانها “النداهة”… أحسست بالرعب من الغلاف المرسوم عليه؛ إمرأة ترتدي الأبيض وعيناها تشعان باللون الأحمر المرعب .. شعرت بالشجاعة لأنني تمكنت من قرائتها و بطبيعة الحال لم أنم حتى أنهيتها و بزغ نور الشمس الدافئ المطمئن . كنت لم أقرأ حينها سوى مجلات ميكي وعلاء الدين وبعض أعداد المكتبة الخضراء وسلسلة تدعى كتاكيتو وبعض الروايات العالمية المبسطة .

أسطورة النداهة
مقدمة أسطورة النداهة

لم أكن أعرف حينها أن النداهة قد ندهتني فعليا ..نداهة الأدب والخيال المخبوءة في عالم القصص السحري. كبرت وكبرت قراءاتي، دخلت عالم ديكنز وحواري لندن وعالم أوستن وبيوتها الريفية وغرف الشاي وقاعات الرقص. وبالتوازي كانت صداقتي تزداد عمقا مع الدكتور رفعت اسماعيل، بطل سلسلة ما وراء الطبيعة. كان الدكتور رفعت بمثابة الصديق أو الأخ الكبير الذي يقف معي على جسر بين الثقافتين الغربية والشرقية والذي يأتي من ذات عالم روايتي المفضلة “العاصفة” لشكسبير… كنت مبهورة بعالم الأساطير الإغريقية ووجدته يكتب أسطورة رأس ميدوسا، وكنت أتساءل عن الطاعون ووجدته يكتب أسطورة الكلمات السبع. وقعت أيضا في غرام الطب على يدي دكتور رفعت اسماعيل. 

استمرت علاقتي مع السلسلة التي تنوعت موضوعاتها وازدادت أعدادها حجما وعمقا؛ وأصبحت علاقتي برفعت اسماعيل علاقة تعود وإحساس بالأمان والألفة وتوارد خواطر في كثير من الأحيان.

حين تم الإعلان عن المسلسل، شعرت بالسعادة البالغة. لم أخف مثل كثيرين من محبي السلسلة أن يفسد التناول الدرامي العمل الأدبي، لأن السلسلة ملكي ومحفورة في خيالي للأبد. إن خروج ذلك الخيال للنور وأن آراه على الشاشة مجسما، عبارة عن فرصة نادرة وثمينة مثل شعوري عندما رأيت كيرا نايتلي لأول مرة وهي اليزابيث بينيت رفيقة صغري من كتاب جين اوستن الشهير كبرياء وتحامل؛ أو دانيال رادكليف وهو يلبس قبعة تصنيف البيوت في هوجورتس من سلسلة هاري بوتر. كما انها كانت أمنية كاتبي المفضل د.أحمد خالد توفيق  أن يرى أحد أعماله على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة، وبالطبع الشخصية الأهم في عالمه التي تستحق ذلك الاحتفاء هي رفعت اسماعيل. 

ما وراء الطبيعة بالنسبة لي عبارة عن تاريخ طويل مع القراءة والخيال والأسلوب الساخر الذكي بلا إسفاف.. تصلح السلسلة لمن يجد سلواه بين دفتي كتاب مثلي لينسى العالم في مغامرة لا تقيدها حدود المكان ولا الثقافة ولاحتى الزمان. أعتقد أن العجوز رفعت مازال لديه القدرة على جذب المزيد من الأصدقاء الصغار.

دينا عبد الهادي دكتورة أشعة تعشق القراءة والكتابة والشعر.

سلسلة ما وراء الطبيعة من تأليف الراحل أحمد خالد توفيق ومن إصدار المؤسسة العربية الحديثة (روايات مصرية للجيب)   ووصلت إلى 81 عددا على مدار 10 سنوات من 1994 إلى  2014 . يمكن اقتناء السلسلة في طبعتها الجديدة كأعداد منفصلة أو في صورة مجلدات (إجمالي 8 مجلدات) من الناشر مباشرة من خلال الرابط التالي: https://rewayatmasreya.ibraintechs.net/  أو من المكتبات. مناسبة من سن 12+.

مسلسل ما وراء الطبيعة أو Paranormal مستوحى من السلسلة ومن بطولة أحمد أمين ورزان جمال وآية سماحة وإخراج عمرو سلامة ومن إنتاج منصة نتفليكس ومصنف لسن 16+ نظرا لبعض مشاهد الموت والرعب. 

One comment

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s