حياة فتاة في الثالثة عشر من عمرها تقرر أن تغيب عن المدرسة لتقوم بمغامرة مع صديقتها هانيا، ولكن عليها أن تركب الحافلة أو الاوتوبيس العام للوصول إلى بيت هانيا.

ورغم ان معظم الناس يبدون غريبي الأطوار بالنسبة لبطلة القصة إلا أن هناك رجل أربعيني مهندم وظريف أو هكذا ظنت حياة !

تحكي الكاتبة مريم الحيني عن واقعة تحرش عن لسان حياة بلغة سلسلة ومهذبة واصفة بدقة الخطوات التي قد يتبعها المتحرش في الحافلة ومشاعر البطلة المختلطة ثم تفاجئنا برد فعل الأم المختلف عن المتوقع.

هل كانت تقصد الكاتبة استخدام لون الحافلة الأحمر كمعالجة عصرية لقصة “ذات الرداء الأحمر” الاسطورية التي تكلمت فيها الفتاة مع الذئب ووثقت به رغم تحذيرات أمها بعدم التحدث مع الغرباء ؟ وأتت رسومات سالي سمير بالأبيض والأسود والأحمر لتكمل النص وتعبر عن الحدث. يا لها من خسارة أن جودة طباعة الكتاب لم تكن بنفس جودة النص والرسوم والإخراج الفني!
كنا نتمنى عدم ربط تعرض الفتاة للتحرش بعصيان كلام والدتها وهروبها من المدرسة والتكلم مع الغرباء حيث أن قضية التحرش أكبر من ذلك ولا يصح لوم تصرفات الفتاة وتحميلها مسؤولية ما حدث أي كان السبب. كنا نتمنى أيضا أن توضح الكاتبة مشاعر الأم والفتاة أكثر بعد حدوث الواقعة وكيفية التعامل مع الصدمة. وبالرغم من تلك الملاحظات، نثني على صدور مثل هذا الكتاب للناشئة الذي يتناول قضية شائكة تتعرض لها مع الأسف العديد من الفتيات والسيدات في المساحات العامة والخاصة.
الكتاب من إصدار دار نهضة مصر في 2019 ومناسب من سن 12+.