مراجعة بقلم ربى بيضون ، كاتبة ومنتجة موارد للأطفال تهتم بتطوير محتوى عربي يساعد على خلق روابط بين الطفل وبيئته المباشرة بالإضافة إلى التاريخ والثقافات المختلفة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
———————
قليلة هي الكتب المرجعية للأطفال المكتوبة باللغة العربية وليست مترجمة من لغات أخرى. “عندما أكبر، أريد أن أكون…” كتاب يقدم 16 مهنة غير كلاسيكية للأطفال مع نكهة شرق أوسطية جميلة، غير مبتذلة وغير مباشرة وغير مصطنعة.

تقدم الكاتبة منى القرعاوي معلومات عامة عن مهن مشوقة للأطفال مثل تربية النحل وتصميم الألعاب الفيديوغرافية وغيرها، مع إضافة موفقة جدا وهي معلومة طريفة في آخر كل مهنة تحت عنوان “هل تعلمون؟”. نجد أن تسع من الستة عشر معلومة تتعلق بالعالم العربي مثل تاريخ تصوير أول فيلم عربي ناطق (سنة 1897) ولكن بدون إقحام للمعلومات. فمثلا، تقدم الكاتبة معلومة حول اكتشاف في هاواي في مقطع عالم الأحياء البحرية، وتذكر الهند كأول بلد أُنشئَت فيه كلية تمريض. كما قسمت الكاتبة المهن بين الرجال والنساء كاسرةً المفاهيم التقليدية السائدة والرؤية النمطية للأدوار الاجتماعية؛ فنرى مخرجة أفلام وعاملة إطفاء ورائدة فضاء من ناحية، ومعلّم رياض الأطفال، وممرض من جهة أخرى. كما يعكس استخدام “هل تعلمون؟” بدل “هل تعلم؟” كعنوان للمعلومات الطريفة حرص الكاتبة على مراعاة النوع الاجتماعي في اللغة.

أما رسوم سوار قريطم ذات الخطوط الواثقة والألوان المشبعة فقد أخذت الجانب الجندري والعنصري في عين الاعتبار، مازجةً بين ألوان البشرة ومتماشيةً مع تصور الكاتبة لأدوار النساء والرجال. إخراج الكتاب متقن أيضا فيعطي صفحتين متلاصقتين لكل مهنة مع مساحة وافرة للرسوم وأحيانا يضفي طابعا ظريفا مثلما فعل عند وضع الجملة الأخيرة عن الصحافة في شريط أحمر أسفل الصفحتين تبدأ بكلمة “عاجل”. الغلاف جذاب جدا ويليق بالكتاب المرجعي.
جدير بالذكر أن الكتاب طُبع بورق مستدام المصدر.
الكتاب من إصدار دار لقوم اللبنانية سنة 2018. مناسب لسن +7 .
منافذ بيع الكتاب: https://luqoom.com/where-to-find-us
شكراً جزيلاً ربى على مراجعتك الرائعة ؤيسعدني أن الكتب أعجبك 🙂
إعجابإعجاب