مراجعة الطالبة ندى موصوف ضمن شراكة حادي بادي مع كورس الكتابة للأطفال، الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ماذا لو أخذك الكاتب في رحلة عبر مدن خيالية؟ أحدها معلق في الهواء، ومدينة بلا اسم، وأخرى بلا خريطة؛ واحدة مكونة من مرايا غير أمينة وأخرى بها أموال غير مرئية. غلاف الكتاب جذاب وغامض في آن واحد؛ يحتاج القارئ إلى بعض من التركيز لقراءة عنوان الكتاب المكتوب بخط متداخل مع الرسومات يغلب عليها اللونين الأسود والأحمر بطريقة فنية جميلة وكأنها شفرة سرية أو تعويذة قديمة. لا يكشف العنوان محتوى الكتاب ويترك مساحة كافية ليصبح القارئ مفتونًا أمام كتاب غير عادي.

يحتوي الكتاب على قصص قصيرة عن 31 مدينة خيالية بشعوبها وشوارعها يرويها الكاتب محمود قطب بلغة عربية متقنة. وتحتوي كل قصة مدينة على رسالة خفية على القارئ إدراكها. فعلى سبيل المثال، يتحدث المؤلف عن مدينة ليس لها خريطة. وبينما يجد الكبار بكل أطيافهم صعوبة في رسم الخريطة، نجح الصغار بقصاصات رسوماتهم الشيقة بإظهار معالم مدينتهم؛ يجب إذا أن نثق أكثر في قدرات الصغار.

يتزايد الفضول مع كل مدينة، وتعطي رسومات أحمد حساني الخيالية ذات الخطوط الانسيابية بالحبر الأسود، مساحة للقارئ أن يكمل صورة المدينة في ذهنه. في بعض الأحيان كانت طريقة محاذاة النص جزء من الرسم التوضيحي أيضًا، مما يجعل القارئ يتفاعل مع الكتاب بصورة أعمق. كما جاءت بعض الرسومات مظلمة أو شريرة إلى حدٍ ما – مما يجعل القارئ يتساءل ويفكر ماذا لو كان يعيش في هذا العالم المظلم؟

الكتاب صادر عن دار البلسم في 2019 ومناسب لليافعين 13+ وأيضا للشباب والكبار، فهو يعطي مساحة كبيرة للتفكير والتأمل مما يجعل قراءته قيمة وممتعة. لقد صنع المؤلف والرسام معاً قطعة أدبية فنية يمكن استخدامها لتحفيز المهارات الإبداعية لدى كل الأعمار في تخيل المدن والأماكن والأزمنة.
