نرتبط بأماكن وأشياء كثيرة غير البشر. لقد ارتبطت السيدة علية بمكان عملها فهي أمينة المكتبة المركزية بمدينة البصرة في العراق وتحيط بها أفضل وأحب الأشياء إلى قلبها؛ “الكتب”. ولكن مع اندلاع الحرب في عام 2003، خافت السيدة علية على احتراق المكتبة كما حدث من قبل عندما دمر المغول مكتبة بغداد العظيمة. حاولت أن تلجأ للحكومة لنقل الكتب من المكتبة إلى مكان آمن، لكن محاولاتها باءت بالفشل. رفضت السيدة علية الاستسلام وبدأت بنقل الكتب من المكتبة إلى بيتها ولكن هل سيكون لديها الوقت الكافي لإنقاذ الكتب؟
القصة المستوحاة من أحداث حقيقية تبعث الدفء في قلوب الجميع خصوصا محبي الكتب. القصة مقدمة في صورة شرائط مصورة أو كوميكس وهي وسيلة جيدة لسرد الأحداث المتلاحقة مثل الأفلام.

نجح رسام الكاريكاتير الأمريكي الشهير مارك ألان ستاماتي في سرد الأحداث بصورة عامة ولكن كنا نتطلع إلى معرفة المزيد من التفاصيل عن البطلة الخارقة، السيدة علية وبالأخص مشاعرها التي لم يتطرق إليها الكتاب بعمق كاف. كما جاءت الرسومات حادة بالأبيض والأسود جعلتنا نشعر أننا نقرأ الجريدة مما يعكس واقعية الأحداث التي دارت خلالها القصة. هذا الكتاب مهم في تعريف الأطفال على أحداث ووقائع من التاريخ المعاصر من خلال قصة شيقة عن الشجاعة وأهمية الكتب والقراءة.

صدر الكتاب في عام 2004 بالإنجليزية عن Dragonfly Books تحت عنوان “Alia’s Mission: Saving the Books of Iraq”. النسخة العربية من إصدار دار البلسم وقام بترجمتها عميد المترجمين، د. محمد العناني. مناسب لسن 10+.
الجدير بالذكر أن قصة السيدة علية ألهمت أيضا الكاتبة والرسامة الأمريكية جانيت وينتر التي حكتها بالألوان الزاهية للسن الأصغر في عام 2005 تحت عنوان The Librarian of Basra: A True Story from Iraq وصدرت بالعربية تحت عنوان “المرأة التي أنقذت مكتبة البصرة: قصة حقيقية من العراق” عن دار انطوان هاشيت بلبنان.